افترض معه رجال من جيراننا فأتيت معسكره فحزرت أن معه أقل من عشرة آلاف فأما داود بن جعفر بن سليمان فإنه قال أحصى في ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف ووجه أبو جعفر عيسى بن موسى فيما ذكر إبراهيم بن موسى ابن عيسى في خمسة عشر ألفا وجعل على مقدمته حميد بن قحطبة على ثلاثة آلاف فلما شخص عيسى بن موسى نحو إبراهيم سار معه فيما ذكر أبو جعفر حتى بلغ نهر البصريين ثم رجع أبو جعفر وسار إبراهيم من معسكره بالماخور من خريبة البصرة نحو الكوفة فذكر بعض بنى تيم الله عن أوس بن مهلهل القطعي قال مر بنا إبراهيم في طريقه ذلك ومنزلنا بالقباب التي يدعى قباب أوس فخرجت أتلقاه مع أبي وعمى فانتهينا إليه وهو على برذون له يرتاد منزلا من الأرض قال فسمعته يتمثل أبياتا للقطامي أمور لو يدبرها حليم * إذا النهى وهيب ما استطاعا ومعصية الشقيق عليك مما * يزيدك مرة منه استماعا وخير الامر ما استقبلت منه * وليس بأن تتبعه اتباعا ولكن الأديم إذا تفرى * بلى وتعيبا غلب الصناعا فقلت للذي معي انى لاسمع كلام رجل نادم على مسيره ثم سار فلما بلغ كرخثا قال له فيما ذكر عن سليمان بن أبي شيخ عن عبد الواحد بن زياد بن لبيدان هذه بلاد قومي وأنا أعلم بها فلا تقصد قصد عيسى بن موسى وهذه العساكر التي وجهت إليك ولكني أسلك بك إن تركتني طريقا لا يشعر بك أبو جعفر إلا وأنت معه بالكوفة فأبى عليه قال فإنا معشر ربيعة أصحاب بيات فدعني أبيت أصحاب عيسى بياتا قال انى أكره البيات وذكر عن سعيد بن هريم ان أباه أخبره قال قلت لإبراهيم إنك غير ظاهر على هذا الرجل حتى تأخذ الكوفة فإن صارت لك مع تحصنه بها لم تقم له بعدها قائمة ولى بعدبها أهيل فدعني أسر إليها مختفيا في السر ثم أجهر فإنهم إن سمعوا داعيا إليك أجاو. فان سمع أبو جعفر الهيعة بأرجاء الكوفة لم برد وجهه شئ دون حلوان قال فأقبل على بشير الرجال فقال ما ترى يا أبا محمد قال إنا
(٢٥٨)