ما كان في عسكر أبى جعفر كثيرا أحد ما هم إلا سودان وناس يسير وكان يأمر بالحطب فيحزم ثم يوقد بالليل فيراه الرائي فيحسب أن هناك ناسا وما هي إلا نار تضرم وليس عندها أحد قال محمد بن معروف بن سويد حدثني أبي قال لما ورد الخبر على أبى جعفر كتب إلى عيسى بن موسى وهو بالمدينة إذا قرأت كتابي هذا فأقبل ودع كل ما أنت فيه قال فلم ينشب أن قدم فوجهه على الناس وكتب إلى سلم بن قتيبة فقدم عليه من الري فضمه إلى جعفر بن سليمان * فذكر عن يوسف ابن قتيبة بن مسلم قال أخبرني أخي سلم بن قتيبة بن مسلم قال لما دخلت على أبى جعفر قال لي اخرج فإنه قد خرج ابنا عبد الله فاعمد لإبراهيم ولا يروعنك جمعه فوالله انهما جملا بني هاشم المقتولان جميعا فابسط يدك وثق بما أعلمتك وستذكر مقالتي لك قال فوالله ما هو إلا أن قتل إبراهيم فجعلت أتذكر مقالته فأعجب قال سعيد ابن سلم فاستعمله على ميسرة الناس وضم إليه بشار بن سلم العقيلي وأبا يحيى بن حريم وأبا هراسة سنان بن مخيس القشيري وكتب سلم إلى البصرة فلحقت به باهلة عربها ومواليها وكتب المنصور إلى المهدى وهو يومئذ بالري يأمره بتوجيه خازم بن خزيمة إلى الأهواز فوجهه المهدى فيما ذكر في أربعة آلاف من الجند فصار إليها وحارب بها المغيرة فانصرف إلى البصرة ودخل خازم الأهواز فأباحها ثلاثا * وذكر عن الفضل بن العباس بن موسى وعمر بن ماهان أنهما سمعا السندي يقول كنت وصيفا أيام حرب محمد أقوم على رأس المنصور بالمذبة فرأيته لما كثف أمر إبراهيم وغلظ أقام على مصلى نيفا وخمسين ليلة ينام عليه ويجلس عليه وعليه جبة ملونة قد اتسخ جيبها وما تحت لحيته منها فما غير الجبة ولا هجر المصلى حتى فتح الله عليه إلا أنه كان إذا ظهر للناس علا الجبة بالسواد وقعد على فراشه فإذا بطن عاد إلى هيئته قال فأتته ريسانة في تلك الأيام وقد أهديت له امرأتان من المدينة إحداهما فاطمة بنت محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله والاخرى أم الكريم بنت عبد الله من ولد خالد بن أسيد بن أبي العيص فلم ينظر إليهما فقالت يا أمير المؤمنين إن هاتين المرأتين قد خبثت أنفسهما وساءت ظنونهما لما ظهر
(٢٥٥)