ذلك إذ سمعت خشف رجل ورائي فالتفت فإذا أبو القلمس فسمعته يقول لعن الله أمير السفهاء أن ترك مثل هذا اجترأ علينا وإن خرج رجل خرج إلى أمر عسى أن لا يكون من شأنه قال ثم برز له فقتله قال وحدثني أزهر بن سعيد بن نافع قال خرج القاسم بن وائل يومئذ من الخندق ثم دعا للبراز فبرز له هزار مرد فلما رآه القاسم هابه فرجع فبرز أبو القلمس فقال ما انتفع في مثل هذا اليوم بسيفه قط ثم ضربه على حبل عاتقه فقال خذها وأنا ابن الفاروق فقال رجل من أصحاب عيسى قتلت خيرا من ألف فاروق قال وحدثني على أبو الحسن الحذاء من أهل الكوفة قال حدثني مسعود الرحال قال شهدت مقتل محمد بالمدينة فانى لأنظر إليهم عند أحجار الزيت وأنا مشرف عليهم من الجبل يعنى سلعا إذ نظرت إلى رجل من أصحاب عيسى قد أقبل مستلئما في الحديد لا ترى منه الا عيناه على فرس حتى فصل من صف أصحابه فوقف بين الصفين فدعا للبراز فخرج إليه رجل من أصحاب محمد عليه قباء أبيض وكمه بيضاء وهو راجل فكلمه مليا ظننت أنه استرجله لتستوى حالاهما فنظرت إلى الفارس ثنى رجله فنزل ثم التقيا فضربه صاحب محمد ضربة على خوذة حديد على رأسه فأقعده على استه وقيذ الاحراك به ثم انتزع الخوذة فضرب رأسه فقتله ثم رجع فدخل في أصحابه فلم ينشب ان خرج من صف عيسى آخر كأنه صاحبه فبرز له الرجل الأول فصنع به مثل ما صنع بصاحبه ثم عاد إلى صفه وبرز ثالث فدعاه فبرز له فقتله فلما قتل الثالث ولى يريد أصحابه فاعتوره أصحاب عيسى فرموه فأثبتوه وأسرع يريد أصحابه فلم يبلغهم حتى خر صريعا فقتلوه دونهم * وحدثني عيسى قال أخبرني محمد بن زيد قال لما أخبرنا عيسى برميهم إيانا قال لحميد بن قحطبة تقدم فتقدم في مائة كلهم راجل غيره معهم النشاب والترسة فلم يلبثوا أن زحفوا إلى جدار دون الخندق عليه أناس من أصحاب محمد فكشفوهم ووقفوا عند الجدار فأرسل حميد إلى عيسى بهدم الجدار قال فأرسل إلى فعلة فهدموه وانتهوا إلى الخندق فأرسل إلى عيسى إنا قد انتهينا إلى الخندق فأرسل إليه عيسى بأبواب بقدر الخندق فعبروا عليها حتى كانوا من ورائه ثم اقتتلوا أشد
(٢١٤)