قال فخرجنا حتى جئنا سوق الحطابين فدعوناهم فسبونا ورشقونا بالنبل وقالوا هذا ابن رسول الله معنا ونحن معه فكلمهم القاسم بن الحسن بن زيد فقال وأنا ابن رسول الله وأكثر من ترون بنو رسول الله ونحن ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وحقن دمائكم والأمان لكم فجعلوا يسبوننا ويرشقوننا بالنبل فقال القاسم لغلامه القط هذا النبل فلقطها فأخذها قاسم بيده ثم دخل بها إلى عيسى فقال ما تنتظر انظر ما صنعوا بنا فأرسل عيسى حميد بن قحطبة في مائة قال حدثني أزهر بن سعيد بن نافع قال حدثني إخواني عثمان ومحمد ابنا سعيد وكانا مع محمد قال وقف القاسم بن الحسن ورجل معه من آل أبي طالب على رأس ثنية الوداع فدعوا محمدا إلى الأمان فسبهما فرجعا وأقبل عيسى وقد فرق القواد فجعل هزار مرد عند حمام ابن أبي الصعبة وكثير بن حصين عند دار ابن أفلح التي ببقيع الغرقد ومحمد بن أبي العباس على باب بنى سلمة وفرق سائر القواد على أنقاب المدينة وصار عيسى في أصحابه على رأس الثنية فرموا بالنشاب والمقاليع ساعة * وحدثني أزهر قال جعل محمد ستور المسجد دراريع لأصحابه قال وحدثني عبد الله بن إسحاق بن القاسم قال حدثني عمر شيخ من الأنصار قال جعل محمد ظلال المسجد خفانين لأصحابه فأتاه رجلان من جهينة فأعطى أحدهما خفتانا ولم يعط الآخر فقاتل صاحب الخفتان ولم يقاتل الآخر معه فلما حضرت الحرب أصابت صاحب الخفتان نشابة فقتلته فقال صاحبه يا رب لا تجعلني كمن حان * وباع باقي عيشه بخفتان قال وحدثني أيوب بن عمر قال حدثني إسماعيل بن أبي عمرو قال إنا لوقوف على خندق بنى غفار إذ أقبل رجل على فرس ما يرى منه إلا عيناه فنادى الأمان فأعطى الأمان فدنا حتى لصق بنا فقال أفيكم من يبلغ عنى محمدا قلت نعم أنا قال فأبلغه عنى وحسر عن وجهه فإذا شيخ مخضوب فقال قل له يقول لك فلان التميمي بآية إني وإياك جلسنا في ظل الصخرة في جبل جهينة في سنة كذا اصبر إلى الليل فإن عامة الجند معك قال فأتيته قبل أن يغدو وذلك يوم الاثنين
(٢١٢)