القتال من بكرة حتى صار العصر * وحدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال قال محمد بن عمر أقبل عيسى بن موسى بمن معه حتى أناخ على المدينة وخرج إليه محمد بن عبد الله ومن معه فاقتتلوا أياما قتالا شديدا وصبر نفر من جهينة يقال لهم بنو شجاع مع محمد بن عبد الله حتى قتلوا وكان لهم غناء (رجع الحديث) إلى حديث عمر * حدثني أزهر قال أمرهم عيسى فطرحوا حقائب الإبل في الخندق فأمر ببابي دار سعد بن مسعود التي في الثنية فطرحا على الخندق فجازت الخيل فالتقوا عند مفاتح خشرم فاقتتلوا حتى كان العصر * حدثني محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت قال انصرف محمد يومئذ قبل الظهر حتى جاء دار مروان فاغتسل وتحنط ثم خرج قال عبد العزيز بن أبي ثابت فحدثني عبد الله بن جعفر قال دنوت منه فقلت له بأبي أنت إنه والله مالك بما رأيت طاقة وما معك أحد يصدق القتال فاخرج الساعة حتى تلحق بالحسن بن معاوية بمكة فإن معه جلة أصحابك فقال يا أبا جعفر والله لو خرجت لقتل أهل المدينة والله لا أرجع حتى أقتل أو أقتل وأنت منى في سعة فاذهب حيث شئت فخرجت معه حتى إذا جاء دار ابن مسعود في سوق الظهر ركضت فأخذت على الزياتين ومضى إلى الثنية وقتل من كان معه بالنشاب وجاءت العصر فصلى * حدثني محمد بن الحسن بن زبالة قال حدثني إبراهيم بن محمد قال رأيت محمدا بين داري بنى سعد عليه جبة ممشقة وهو على برذون وابن خضير إلى جانبه يناشده الله إلا مضى إلى البصرة أو غيرها ومحمد يقول والله لا تبتلون بي مرتين ولكن اذهب حيث شئت فأنت في حل قال ابن خضير وأين المذهب عنك ثم مضى فأحرق الديوان وقتل رياحا ثم لحقه بالثنية فقاتل حتى قتل * وحدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد عن محمد بن عمر قال خرج مع محمد ابن عبد الله بن خضير رجل من ولد مصعب بن الزبير فلما كان اليوم الذي قتل فيه محمد ورأى الخلل في أصحابه وأن السيف قد أفناهم استأذن محمدا في دخول المدينة فأذن له ولا يعلم ما يريد فدخل على رياح بن عثمان بن حيان المري وأخيه فذبحهما ثم رجع فأخبر محمدا ثم تقدم فقاتل حتى قتل من ساعته
(٢١٥)