فانهزم أصحاب السرى وقتل منهم سبعة نفر قال واطلع عليهم بفرسان من أصحابه وهم من وراء الثنية في نفر من قريش قد خرج بهم وأخذ عليهم لننصرنه فلما رآهم القرشيون قالوا هؤلاء أصحابك قد انهزموا قال لا تعجلوا إلى أن طلعت الخيل والرجال في الجبال فقيل له ما بقى فقال انهزموا على بركة الله فانهزموا حتى دخلوا دار الامارة وطرحوا أداة الحرب وتسوروا على رجل من الجند يكنى أبا الرزام فدخلوا بيته فكانوا فيه ودخل الحسن بن معاوية المسجد فخطب الناس ونعى إليهم أبا جعفر ودعا لمحمد قال وحدثني يعقوب بن القاسم قال حدثني الغمر بن حمزة ابن أبي رملة مولى العباس بن عبد المطلب قال لما أخذ الحسن بن معاوية مكة وفر السرى بلغ الخبر أبا جعفر فقال لهفي على ابن أبي العضل قال وحدثني ابن أبي مساور بن عبد الله بن مساور مولى بن نائلة من بنى عبد الله بن معيص قال كنت بمكة مع السرى بن عبد الله فقدم عليه الحسن بن معاوية قبل مخرج محمد والسري يومئذ بالطائف وخليفته بمكة ابن سراقة من بنى عدى بن كعب قال فاستدى عتبة بن أبي خداش اللهبي على الحسن بن معاوية في دين عليه فحبسه فكتب له السرى إلى ابن أبي خداش أما بعد فقد أخطأت حظك وساء نظرك لنفسك حين تحبس ابن معاوية وإنما أصبت المال من أخيه وكتب إلى ابن سراقة يأمره بتخليته وكتب إلى ابن معاوية يأمره بالمقام إلى أن يقدم فيقضى عنه قال فلم يلبث أن ظهر محمد فشخص إليه الحسن بن معاوية عاملا على مكة فقيل للسرى هذا ابن معاوية قد أقبل إليك قال كلاما يفعل وبلائي عنده فكيف يخرج إلى أهل المدينة فوالله ما بها دار إلا وقد دخلها لي معروف فقيل له قد نزل فجاء قال فشخص إليه ابن جريج فقال له أيها الرجل إنك والله ما أنت بواصل إلى مكة وقد اجتمع أهلها مع السرى أتراك قاهرا قريشا وغاصبها على دارها قال يا ابن الحائك أبأهل مكة تخوفني و الله ما أبيت إلا بها أو أموت دونها ثم وثب في أصحابه وأقبل إليه السرى فلقيه بفخ فضرب رجل من أصحاب الحسن مسكين بن هلال كاتب السرى على رأسه فشجه فانهزم السرى وأصحابه فدخلوا مكة والتف أبو الرزام رجل من بنى عبد الدار ثم
(٢٠٢)