رطلا قال فدخل عليه محمد بن عجلان فقال إني قد ضربت هذين الرجلين ضربا فاحشا وقيدتهما بما منعهما من الصلاة قال فلم يزالا محبوسين حتى قدم عيسى قال وحدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت عن عبد الحميد بن جعفر ابن عبد الله بن أبي الحكم قال إنا لعند محمد ليلة وذلك عند دنو عيسى من المدينة إذ قال محمد أشيروا على في الخروج والمقام قال فاختلفوا فأقبل على فقال أشر على يا أبا جعفر قلت ألست تعلم أنك أقل بلاد الله فرسا وطعاما وسلاحا وأضعفها رجالا قال بلى قلت تعلم أنك تقاتل أشد بلاد الله رجلا وأكثرها مالا وسلاحا قال بلى قلت فالرأي أن تسير بمن معك حتى تأتى مصرفوا لله لا يردك راد فتقاتل الرجل بمثل سلاحه وكراعه ورجاله وماله فصاح حنين بن عبد الله أعوذ بالله أن تخرج من المدينة وحدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيتني في درع حصينة فأولتها المدينة قال وحدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر عن الثقة عنده قال أجاب محمدا لما ظهر أهل المدينة وأعراضها وقبائل من العرب منهم جهينة ومزينة وسليم وبنو بكر وأسلم وغفار فكان يقدم جهينة فغضبت من ذلك قبائل قيس * قال محمد فحدثني عبد الله بن معروف أحد بنى رباح بن مالك بن عصية بن خفاف وقد شهد ذاك قال جاءت محمدا بنو سليم على رؤسائها فقال متكلمهم جابر بن أنس الرياحي يا أمير المؤمنين نحن أخوالك وجيرانك وفينا السلاح والكراع والله لقد جاء الاسلام والخيل في بنى سليم أكثر منها بالحجاز لقد بقى فينا منها ما إن بقى مثله عند عربي تسكن إليه البادية فلا تخندق الخندق فان رسول الله خندق خندقه لما الله أعلم به فإنك إن خندقته لم يحسن القتال رجالة ولم يوجه لنا الخيل بين الأزقة وان الذين يخندق دونهم هم الذين يقاتلون فيها وان الذين يخندق عليهم يحول الخندق دونهم فقال أحد بنى شجاع خندق رسول الله فاقتد برأيه أو تريد أنت أن تدع رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأيك قال إنه والله يا ابن شجاع ما شئ أثقل عليك وعلى أصحابك من لقائهم ولا شئ أحب إلى وإلى أصحابي من مناجزتهم فقال محمد إنما اتبعنا في الخندق أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يردني عنه أحد فلست بتاركه قال وحدثني
(٢٠٧)