ولم ينسب الكتاب إلى نفسه فأرضك أرضك إن تأتنا * تنم نومة ليس فيها حلم وخرج أبو جعفر لما أتاه الخبر عن عيينة بخلعه حتى نزل بعسكره من البصرة عند جسرها الأكبر ووجه عمر بن حفص بن أبي صفرة العتكي عاملا على السند والهند محاربا لعيينة بن موسى فسار حتى ورد السند والهند وغلب عليها (وفى هذه السنة) نقض اصبهبذ طبرستان العهد بينه وبين المسلمين وقتل من كان ببلاده من المسلمين ذكر الخبر عن أمره وأمر المسلمين ذكر أن أبا جعفر لما انتهى إليه خبر الاصبهبذ وما فعل بالمسلمين وجه إليه خازم بن خزيمة وروح بن حاتم ومعهم مرزوق أبو الخصيب مولى أبى جعفر فأقاموا على حصنه محاصرين له ولمن معه في حصنه وهم يقاتلونهم حتى طال عليهم المقام فاحتال أبو الخصيب في ذلك فقال لأصحابه اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي ففعلوا ذلك به ولحق بالاصبهبذ صاحب الحصن فقال له إني ركب من أمر عظيم ضربت وحلق رأسي ولحيتي وقال له إنما فعلوا ذلك بي تهمة منهم لي ان يكون هواي معك وأخبره انه معه وانه دليل له على عورة عسكرهم فقبل منه ذلك الاصبهبذ وجعله في خاصته وألطفه وكان باب مدينتهم من حجر يلقى القاء يرفعه الرجال وتضعه عند فتحه واغلاقه وكان قد وكل به الاصبهبذ ثقات أصحابه وجعل ذلك نوبا بينهم فقال له أبو الخصيب ما أراك وثقت بي ولا قبلت نصيحتي قال وكيف ظننت ذلك قال لتركك الاستعانة بي فيما يعينك وتوكيلي فيما لا تثق به إلا بثقاتك فجعل يستعين به بعد ذلك فيرى منه ما يحب إلى أن وثق به فجعله فيمن ينوب في فتح باب مدينته وإغلاقه فتولى له ذلك حتى أنس به ثم كتب أبو الخصيب إلى روح ابن حاتم وخازم بن خزيمة وصير الكتاب في نشابة ورماها إليهم وأعلمهم ان قد ظفر بالحيلة ووعدهم ليلة وسماها لهم في فتح الباب فلما كان في تلك الليلة فتح لهم فقتلوا من فيها من المقاتلة وسبوا الذراري وظفر بالبحترية وهى أم منصور بن المهدى
(١٥٣)