كنت في جندك وكانت خراسان من ورائك ورأيت رأيك فدعا أبا حميد فقال ارجع إلى صاحبك فليس من رأيي أن آتيه قال قد عزمت على خلافه قال نعم قال لا تفعل قال ما أريد أن ألقاه فلما آيسه من الرجوع قال له ما أمره به أبو جعفر فوجم طويلا ثم قال قم فكسره ذلك القول ورعبه وكان أبو جعفر قد كتب إلى أبى داود وهو خليفة أبى مسلم بخراسان حين اتهم أبا مسلم ان لك إمرة خراسان ما بقيت فكتب أبو داود إلى أبى مسلم إنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله وأهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم فلا تخالفن إمامك ولا ترجعن إلا بإذنه فوافاه كتابه على تلك الحال فزاده رعبا وهما فأرسل إلى أبى حميد وأبى مالك فقال لهما إني قد كنت معتزما على المضي إلى خراسان ثم رأيت أن أوجه أبا إسحاق إلى أمير المؤمنين فيأتيني برأيه فإنه ممن أثق به فوجهه فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يحب وقال له أبو جعفر اصرفه عن وجهه ولك ولاية خراسان وأجازه فرجع أبو إسحاق إلى أبى مسلم فقال له ما أنكرت شيئا رأيتهم معظمين لحقك يرون لك ما يرون لأنفسهم وأشار عليه أن يرجع إلى أمير المؤمنين فيعتذر إليه مما كان منه فأجمع على ذلك فقال له نيزك قد أجمعت على الرجوع قال نعم وتمثل ما للرجال مع القضاء محالة * ذهب القضاء بحيلة الأقوام فقال إذا عزمت على هذا فخار الله لك احفظ عنى واحدة إذا دخلت عليه فاقتله ثم بايع لمن شئت فان الناس لا يخالفونك وكتب أبو مسلم إلى أبى جعفر يخبره أنه منصرف إليه قالوا قال أبو أيوب فدخلت يوما على أبى جعفر وهو في خباء شعر بالرومية جالس على مصلى بعد العصر وبين يديه كتاب أبى مسلم فرمى به إلى فقرأته ثم قال والله لئن ملأت عيني منه لأقتلنه فقلت في نفسي إنا لله وانا إليه راجعون طلبت الكتابة حتى إذا بلغت غايتها فصرت كاتبا للخليفة وقع هذا بين الناس والله ما أرى إنا إن قتل يرضى أصحابه بقتله ولا يدعون هذا حيا ولا أحدا ممن هو بسبيل منه وامتنع منى النوم ثم قلت لعل الرجل يقدم وهو آمن فإن كان آمنا فعسى أن ينال ما يريد وإن قدم وهو حذر لم يقدر عليه إلا في شر فلو
(١٣٣)