قال بها فيه كما عن المعتبر، فهو حينئذ مذهب علمائنا عدا ابن بابويه كما عن المنتهى، لما عرفت من اختصاص الخلاف به، بل لم يستثنه في المحكي عن التذكرة كنفي الخلاف عن المراسم، بل في السرائر وعن ظاهر الانتصار أو صريحه الاجماع عليه، فما في الذكرى عن الشيخ الجليل ذي المناقب والمآثر أبي عبد الله محمد بن أحمد الصفواني في كتاب التعريف من أنها سبعمائة ركعة لا يخفى ما فيه، مع احتماله إرادة الألف وترك زوائد ليالي الأفراد لشهرتها، على أن المنقول عنه في الكتاب المزبور في المحكي من إقبال ابن طاووس أن صلاة شهر رمضان تسعمائة ركعة، وفي رواية ألف، وعن كشف اللثام أنه قال الصفواني: قد روي أن في ليلة تسع عشرة أيضا مائة ركعة، وهو قول من قال بالألف، وقضيته أنه إن كان له شك فهو في مائة من الألف، والظاهر أنها وظيفة تسع عشرة بقرينة ما سمعته عنه في كشف اللثام وعلى كل حال فضعفه واضح، ضرورة أن احتمال الزيادة على المقدار المزبور أقرب من احتمال النقيصة، أما أولا فلما سمعته سابقا من المنقول في الذكرى عن الإسكافي، وأما ثانيا فلما يستفاد من تلك الأخبار السابقة من استحباب كل ما يستطاع فعله من الصلاة في شهر رمضان، وأما ثالثا فلخبر سليمان بن عمرو (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (من صلى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بقل هو الله أحد عشر مرات أهبط الله عز وجل إليه من الملائكة عشرة يدرأون عن أعداءه من الجن والإنس، وأهبط الله إليه عند موته ثلاثين ملكا يؤمنونه من النار) وخبر أبي يحيى (2) عن عدة ممن يوثق بهم قالوا: قال: (من صلى ليلة النصف من شهر رمضان مائة ركعة يقرأ في كل ركعة
(١٨٥)