السلام) (1) (من أعطي أربعا لم يحرم أربعا: من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، ومن أعطي الاستغفار لم يحرم التوبة، ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن أعطي الصبر لم يحرم الأجر) والروايات في هذا المعنى أكثر من أن يحيط بها السبر، فلنكتفي بهذا المقدار.
وبالجملة لا كلام في رجحان الاستسقاء إذا ظهر الجدب عند جميع المسلمين، بل بالضرورة من الدين، وخلاف أبي حنيفة في الصلاة لذلك خاصة، وإلا فقد استسقى النبي والأنبياء من قبله والأئمة (عليهم الصلاة والسلام) من بعده وأمروا به، وقد جاء عنهم في ذلك خطب بليغة وأدعية بديعة، روى الكليني في الكافي كما عن المجالس للشيخ باسنادهما عن أبي العباس وزريق الخلقاني عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) واللفظ للأول قال: (أتى قوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله: إن بلادنا قد قحطت وتوالت السنون علينا، فادع الله تعالى يرسل السماء، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمنبر فأخرج واجتمع الناس فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودعا وأمر الناس أن يؤمنوا فلم يلبث أن هبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد أخبر الناس أن ربك قد وعدهم أن يمطروا يوم كذا وكذا وساعة كذا وكذا فلم يزل الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة حتى إذا كانت تلك الساعة أهاج الله ريحا فأثارت سحابا وجللت السماء وأرخت عزاليها فجاء أولئك النفر بأعيانهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله ادع الله أن يكف السماء عنا فإنا قد كدنا أن نغرق فاجتمع الناس ودعا النبي (صلى الله عليه وآله) وأمر الناس أن يؤمنوا على دعائه فقال له