الأمالي (الشفع ركعتان، والوتر ركعة واحدة من دين الإمامية) فيكون حينئذ الشفع اسما للركعتين، والوتر للواحدة، وهو اطلاق معروف بين الأصحاب قدمائهم ومتأخريهم، بل الظاهر أنه حقيقة متشرعية إن لم تكن شرعية.
ومن العجيب ما في المدارك وغيرها من أن المستفاد من الروايات الصحيحة أن الوتر اسم للركعات الثلاثة لا الركعة الواحدة الواقعة بعد الشفع كما يوجد في عبارات المتأخرين، وكأنه لم يلحظ ما وقفنا عليه أو نقل لنا من عبارات القدماء كالفقيه والهداية والأمالي والمقنع والمقنعة والنهاية والخلاف والمصباح وجمل العلم والعمل والمراسم والكافي والوسيلة والغنية والسرائر وغيرها من تصانيفهم.
والأصل في ذلك ورود الشفع والوتر بهذا المعنى في الأخبار المستفيضة، بل وفي الكتاب العزيز على ما روي في بعض تلك الأخبار، فعن كتاب دعائم الاسلام (1) عن الصادق (عليه السلام) في قول الله عز وجل (2): (والشفع والوتر: الشفع الركعتان، والوتر الواحدة التي يقنت فيها) وعن تفسير علي بن إبراهيم (3) (الشفع ركعتان والوتر ركعة) ولا ينافيه التفسير في بعض الأخبار بالخلق والخالق (4) أو بالحسنين وأمير المؤمنين (عليه السلام) (5) أو بيومي التروية وعرفة (6) أو غير ذلك، كما يشهد له قوله تعالى (7): (وليال عشر) فإن المراد بها عشر ذي الحجة كما عن المشهور، إذ الكتاب يحتمل الوجوه المختلفة والبطون المتعددة، وإن كان الأوفق باللغة إرادة