وأما حلي المرأة المجوف من الخلخال ونحوه فإن سلب عنه اسم الآنية جاز، وإلا فلا، إذ لا فرق في الحرمة بين الرجال والنساء، لاطلاق الأدلة بل عليه الاجماع في الذكرى وجامع المقاصد وعن غيرهما.
وجيد أيضا في عدة القناديل من غير الأواني لشهادة العرف له، لا أنها منها كما في ظاهر المنظومة، ولكنها استثنيت للسيرة المستمرة في جعلها شعارا للمشهد والمسجد من فضة وعسجد، بناء على مساواة التزيين ونحوه للاستعمال في الحرمة، أو أنه منه، إذ لا شاهد عليه، بل الشاهد على خلافه، وإلا فلو سلم أنها من الأواني لم يكن لاستثنائها وجه، لحدوث تلك السيرة، واستغناء تعظيم شعائر الله بمحللاته عن محرماته.
ومن هنا تعرف أنه متى كان شئ مما يزين به مشهد أو مسجد مما يسمى إناء من مبخرة ونحوها دخل في المحرم من ذلك، نعم لا بأس به إذا لم يكن منها، كما أنه لا بأس بذلك أيضا في غيرها كما نص عليه الفاضلان وغيرهما، بل لا أجد فيه خلافا، بل في اللوامع الظاهر وفاقهم عليه، للأصل والعمومات وخصوص ما ورد من الطريقين في حلق درع النبي صلى الله عليه وآله ذات الفضول وحلقة قصعته وقبضة سيفه وحلية ذات الفقار وأنف عرفجه ومرآة الكاظم (عليه السلام) والسلسلة للقدح المنكسر عوض الشعب.
بل قال الصادق (عليه السلام) في صحيحة معاوية (1) لما سأله عن الشرب في قدح من ماء فيه ضبة من فضة: " لا بأس إلا أن تكره الفضة فتنزعها ".
وفي حسن ابن سنان (2) " ليس بتحلية السيف بالذهب والفضة بأس ".
وفي خبر ابن سرحان (3) " ليس في تحلية المصاحف والسيوف بالذهب والفضة بأس ".