ما عساه يشعر به خبر سعيد بن يسار (1) عن الصادق (عليه السلام) في المرأة تحيض ثم تطهر وربما رأت الشئ من الدم الرقيق بعد اغتسالها، فقال: تستظهر بعد أيامها بيوم أو يومين أو ثلاثة، ثم تصلي " - ما ذكر في وصف الحيض من العبيط في النص (2) والفتوى، فإنه وإن فسر بالخالص الطري لكنه قد يشعر بالغلظ، كما يومي إليه قول الكاظم (عليه السلام) في صحيح ابن يقطين المتقدم وما في المدارك من عدم الوقوف على مستند للرابع لكن قد عرفت أنه مع التصريح به في كثير من عبارات الأصحاب مستفاد من اعتبار الدفع والخروج بقوة في الحيض في النص والفتوى، وما يقال: إنه لا دلالة فيه على ثبوت الضد في الاستحاضة مدفوع بظهوره فيه من ذكره للتمييز بينهما، كما أنه يستفاد حينئذ من ذكر السواد والبحراني ونحوهما في الحيض غلبة غيرهما في الاستحاضة، لا خصوص الأصفر وإن كان هو أغلب الغالب، بل في جامع المقاصد " أنه قد يكون دم الاستحاضة أبيض، وهو لون يختص به " انتهى.
(و) إنما قيد المصنف بالأغلب لأنه (قد يتفق) دم الاستحاضة بأوصاف الحيض كما أنه قد يتفق (بمثل هذا الوصف حيضا إذ الصفرة والكدرة في أيام الحيض حيض) إجماعا محصلا ومنقولا، ونصوصا (3) في أيام العادة، بل وفي غيرها مما حكم بكون ما فيها حيضا كالمتخلل بين العادة والعشرة مثلا مع الانقطاع، لما عرفت من قاعدة الامكان وغيرها، بل في الخلاف الاجماع عليه كما تقدم، ومن هنا احتمل إرادة المصنف بأيام الحيض ما يشملهما ولو تغليبا، فما في المدارك من أولوية التفسير الأول