وأخبارنا به مع ذلك مستفيضة، ففي الصحيح: وإذا قطع - أي مولانا أمير المؤمنين عليه السلام - الرجل قطعها من الكعب (1).
وهو فيما ذكرنا ظاهر بناء على أن موضع القطع عند معقد الشراك بإجماعنا المستفيض نقله عن جماعة من أصحابنا، وأخبارنا، ففي المروي مسندا في الفقيه (2) والتهذيب (3) والكافي (4) عن مولانا الصادق - عليه السلام - إنما يقطع الرجل من الكعب ويترك من قدمه ما يقوم عليه ويصلي ويعبد الله، الحديث.
وهو كما ترى صريح في المطلبين، وسيأتي ما يدل على الثاني أيضا.
وفي الصحيح: عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظهر القدم (5). أو ظاهره، على اختلاف النسختين.
وظهوره فيما ذكرناه (6) بناء على إطلاق اللفظتين لما ارتفع وليس من القدم إلا وسطه. وينقدح منه وجه الاستدلال بالخبرين الموصف - عليه السلام - له في أحدهما في ظهر القدم (7) والواضع - عليه السلام - يده عليه قائلا: " إن هذا هو الكعب " في ثانيهما (8).
وحمل الثلاثة الأخيرة ككلام أكثر الأصحاب على قول من يذهب منا إلى أنه المفصل بين الساق والقدم بإرادة العظم المائل إلى الاستدارة الواقع في ملتقى الساق والقدم الناتي في وسط القدم عرضا نتوا غير محسوس من العظم الناتي في وسط القدم - كما في عبارات الأكثر - ومن ظهر القدم - كما في الثلاثة - بعيد