عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (60) يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " ولا تحسبن " يا محمد " الذين كفروا سبقوا " أي فاتونا فلا نقدر عليهم بل هم تحت قهر قدرتنا وفي قبضة مشيئتنا فلا يعجزوننا كقوله تعالى " أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون " أي يظنون. وقوله " ولا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير " وقوله تعالى " لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد " ثم أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والامكان والاستطاعة فقال " وأعدوا لهم ما استطعتم " أي مهما أمكنكم " من قوة ومن رباط الخيل " قال الإمام أحمد: حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي علي ثمامة بن شفي أخي عقبة بن عامر أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر " " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي " رواه مسلم عن هارون بن معروف وأبو داود عن سعيد بن منصور وابن ماجة عن يونس بن عبد الاعلى ثلاثتهم عن عبد الله بن وهب به. ولهذا الحديث طرق أخر عن عقبة بن عامر منها ما رواه الترمذي من حديث صالح بن كيسان عن رجل عنه وروى الإمام أحمد وأهل السنن عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ارموا واركبوا وأن ترموا خير من أن تركبوا " وقال الامام مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الخيل لثلاثة: لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له فهي لذلك الرجل أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء فهي على ذلك وزر " وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال " ما أنزل الله على فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " رواه البخاري وهذا لفظه ومسلم كلاهما من حديث مالك وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج أخبرنا شريك عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن وفرس للشيطان وفرس للانسان فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله - وذكر ما شاء الله - وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليها وأما فرس الانسان فالفرس يربطها الانسان يلتمس بطنها فهي له ستر من الفقر " وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن الرمي أفضل من ركوب الخيل وذهب الامام مالك إلى أن الركوب أفضل من الرمي وقول الجمهور أقوى للحديث والله أعلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج وهشام قالا حدثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة أن معاوية بن خديج مر على أبي ذر وهو قائم عند فرس له فسأله ما تعاني من فرسك هذا؟ فقال إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته. قال وما دعاء بهيمة من البهائم؟ قال والذي نفسي بيده ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر فيقول: اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك وجعلت رزقي بيده فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده. قال وحدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الحميد بن أبي جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن خديج عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب أهله وماله إليه - أو - أحب أهله وماله إليه ". رواه النسائي عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان به. وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة
(٣٣٤)