ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب يسألانه عن أبويهما السعاية، فتواكلا الكلام فأخذ بآذانهما، وقال: أخرجا ما تصرران، قال فكلمناه فسكت قال: ورأيناه زينب تلمع من وراء الحجاب ألا تعجل وروى أن لا تفعل التواكل: أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه ويتكل عليه فيه تصرران: تجمعان في صدوركما ومنه قيل للأسير] [: مصرور لصر يديه وعنقه بالغل ورجليه بالقيد تلمع: تشير بيديها وإنما سكت لأن الصدقة محرمة على بني هاشم عملوا فيها أو لم يعملوا وكت والذي نفس محمد صلى الله عليه وآله وسلم بيده لا يخلف أحد وإن على مثل جناح البعوضة إلا كانت وكتة في قلب هي الأثر كالنكتة، ومنها قولهم: وكتت البسرة إذا وقع فيها شئ من الإرطاب وكى الزبير رضى الله تعالى عنه كان يوكى بين الصفا والمروة أي لا ينبس في الطواف بهما، كأنه أوكى فاه كما يوكى السقاء قال الأعرابي لرجل يتكلم: أوك حلقك أي يسرع ولا يمشي على هينته، كأنه يملأ ما بينهما سعيا، لأن السقاء لا يوكى إلا بعد الملء، فعبر عن الملء بالإيكاء وكس معاوية رضى الله تعالى عنه كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما:
إني لم أكسك ولم أخسك من وكس يكس وكسا، إذا نقص، يقال: لا تكس الثمن وخاس فلان وعده، إذا أخلف وخان، أي لم أنقصك حقك ولم أخنك ويجوز أن يكون من قولهم، يخاس أنفه فيما كره، أي يذل، أي ولم أذلك ولم أهنك وكف ابن عمير رضى الله تعالى عنه أهل الجنة يتوكفون الأخبار، فإذا مات الميت سألوه ما فعل فلان وما فعل فلان يقال: توكف الخبر وتوقعه وتسقطه، إذا انتظر وكفه ووقوعه وسقوطه، من وكف المطر، إذا وقع ويدل على أنه منه ما رواه الأصمعي من قولهم: استقطر الخبر واستودقه