[286] - 69 - المفيد:
وأرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين (عليه السلام) لينظر أخرج من المدينة أم لا؟
فلم يصبه في منزله، فقال: الحمد لله إذ خرج ولم يبتلني الله في دمه، ورجع الحسين (عليه السلام) إلى منزله عند الصبح، ثم بعث الوليد الرجال إلى الحسين (عليه السلام) عند المساء، فقال (عليه السلام): أصبحوا ثم ترون ونرى، فكفوا عنه الليلة ولم يلحوا عليه. (1) [287] - 70 - ابن أعثم:
فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضا فصلى ركعتين، فلما فرغ من صلاته جعل يقول: أللهم! إن هذا قبر نبيك محمد، وأنا ابن بنت محمد، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، أللهم! وإني أحب المعروف وأكره المنكر، وأنا أسألك يا ذا الجلال والاكرام! بحق هذا القبر، ومن فيه [إلا] ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى.
قال: ثم جعل الحسين (عليه السلام) يبكي، حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة، فرأى النبى (صلى الله عليه وآله) قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى ضم الحسين (عليه السلام) إلى صدره وقبل بين عينيه وقال (صلى الله عليه وآله): يا بنى، يا حسين! كأنك عن قريب أراك مقتولا مذبوحا بأرض كرب وبلاء من عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند الله من خلاق؛ حبيبي يا حسين! إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي، وهم إليك مشتاقون، وإن لك في الجنة درجات لن تنالها إلا بالشهادة.
فجعل الحسين (عليه السلام) ينظر في منامه إلى جده (صلى الله عليه وآله) ويسمع كلامه، وهو يقول: يا