بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - الصفحة ٤٠٥
ثم إني آمركم بالشدة في الامر والجهاد في سبيل الله وأن لا تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من الله إنشاء الله.
ثم قام ابنه الحسن [عليه السلام] فقال: الحمد لله لا إله غيره وحده لا شريك له.
ثم إن مما عظم الله عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ولا يؤدى شكره ولا يبلغه قول ولا صفة ونحن إنما غضبنا لله ولكم فإنه من علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قول يصعد إلى الله فيه الرضا وتنتشر فيه عارفة الصدق يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولا يزيد ولا يبيد فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم.
فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده فإنه قد حضر ولا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلوب وإن الاقدام على الأسنة نجدة وعصمة لأنه لم يمتنع قوم قط إلا دفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة.
ثم أنشد:
والصلح تأخذ منه ما رضيت به * والحرب بكفيك من أنفاسها جرع ثم قام الحسين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وقال:
يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدثار فجدوا في إحياء ما دثر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم.
ألا إن الحرب شرها ذريع وطعمها فظيع وهي جرع مستحساة فمن أخذ لها أهبتها واستعد لها عدتها ولم يألم كلومها عند حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: باب بيعة أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى بعدها من نكث الناكثين إلى غزوة الحمل 1
2 الباب الثاني: باب احتجاج أم سلمة على عائشة ومنعها عن الخروج 149
3 الباب الثالث: باب ورود البصرة ووقعه الجمل وما وقع فيها من الإحتجاج 171
4 الباب الرابع: باب احتجاجه عليه السلام على أهل البصرة وغيرهم بعد انقضاء الحرب وخطبه (عليه السلام) عند ذلك. 221
5 الباب السادس: باب نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك 277
6 الباب السابع: باب أمر الله ورسوله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وكل من قاتل عليا صلوات الله عليه وفي [بيان] عقاب الناكثين. 289
7 الباب الثامن: باب حكم من حارب عليا أمير المؤمنين صلوات الله عليه 319
8 الباب التاسع: باب احتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم على الذين أنكروا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه حروبه. 343
9 الباب العاشر: باب خروجه صلوات الله عليه من البصرة وقدومه الكوفة إلى خروجه إلى الشام 351
10 الباب الحادي عشر: باب بغي معاوية وامتناع أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن تأميره وتوجهه إلى الشام للقائه إلى ابتداء غزوات صفين. 365
11 الباب الثاني عشر: باب جمل ما وقع بصفين من المحاربات والاحتجاجات إلى التحكيم 447