ثم إني آمركم بالشدة في الامر والجهاد في سبيل الله وأن لا تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من الله إنشاء الله.
ثم قام ابنه الحسن [عليه السلام] فقال: الحمد لله لا إله غيره وحده لا شريك له.
ثم إن مما عظم الله عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ولا يؤدى شكره ولا يبلغه قول ولا صفة ونحن إنما غضبنا لله ولكم فإنه من علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قول يصعد إلى الله فيه الرضا وتنتشر فيه عارفة الصدق يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولا يزيد ولا يبيد فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم.
فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده فإنه قد حضر ولا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلوب وإن الاقدام على الأسنة نجدة وعصمة لأنه لم يمتنع قوم قط إلا دفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة.
ثم أنشد:
والصلح تأخذ منه ما رضيت به * والحرب بكفيك من أنفاسها جرع ثم قام الحسين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وقال:
يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء والشعار دون الدثار فجدوا في إحياء ما دثر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم.
ألا إن الحرب شرها ذريع وطعمها فظيع وهي جرع مستحساة فمن أخذ لها أهبتها واستعد لها عدتها ولم يألم كلومها عند حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه