فيركبها الانسان بضرب من الشبهة، ولا يعلم أنه عاص بفعلها، ولا معاقب من أجلها (1).
236 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام وقد أتاه رجل فقال: " السلام عليك يا نبي الله، فقال: وعليك ورحمة الله، ثم أتاه رجل آخر، فقال السلام عليك يا نبي الله ورحمة وبركاته، فقال:
وعليك، فقيل له: يا رسول الله لم لم تقل لهذا كما قلت للذي قبل؟
فقال: إنه تشافها " فقوله عليه الصلاة والسلام: " إنه تشافها " استعارة، والمراد استفرغ جميع التحية، فلم يدع منها شيئا يزاد به على لفظه، ويرد عليه جوابا عن قوله. والاولان أبقيا من تحيتهما بقية ردت عليهما، وأعيدت إليها، وأصل ذلك مأخوذ من التشاف، وهو تتبع بقية الاناء والحوض حتى يستنفد جميع ما فيه، وتلك البقية تسمى الشفافة.