(أحدهما): أن يكون إنما شبهه بالسهم من سهامه، لان الأب سبب نشئة وتربيته، وولى تثقيفه وتأويله، كما أن النابل (1) بارى السهم ورائشه (2)، ومثقفه ومقومه.
(والوجه الآخر): أن يكون المراد أنه بمنزلة السهم في كنانته من حيث كان في حصنه، وحاصلا تحت ضبنه (3)، وأنه متى شاء صرفه في آرائه، كما أن صاحب السهم متى شاء رمى به في أغراضه (4).
ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: " أردد على ابنك " أي استرجع ما فرقه من ماله في وجوه التبذير ومظان التبديد، فرده إلى ملكه استظهارا له، وإشبالا (5) له، إذ ليس له أن يفتات عليك بمال، ولا يعصيك في حال (6).