حمات (1) السخائم، ويفسخ عقود العزائم، ويكبح الجامح حتى يرجع، ويسف (2) بالمحلق حيت يقع، ويعود بالخصم الضالع (3) موافقا، وبالضد الابعد مقاربا. والسحر في الأصل هو التمويه والخديعة والتلبيس والتغطية. وقال بعضهم: السحر ما نقلك من حال إلى حال.
وكانت العرب تعتقد أن السحر يصرف الوجوه، ويقلب القلوب، ويمرض الأجسام، ويسفه الأحلام، ويفرق بين المتحابين، ويجمع بين المتباغضين. وهذا في الحقيقة نقل من حال إلى حال، وهو عندنا باطل إلا أن يراد به ما قدمنا القول فيه من خديعة الانسان بلين القول وحسن اللفظ، حتى يرضى بعد اشتطاطه (4)، وينثني بعد جماحه.
وهذا الوجه هو الذي ذهب إليه النبي عليه الصلاة والسلام دون ما يقوله أهل الجهالة وطغام الجاهلية (5).