هذا الكلام مجاز على الأقوال الثلاثة، وجميعها يؤول إلى معنى واحد. فإن كانت الترعة بمعنى الدرجة، فالمراد أن منبره عليه الصلاة والسلام على طريق الوصول إلى درج الجنة، لأنه عليه الصلاة والسلام يدعو عليه إلى الايمان، ويتلو قوارع القرآن، ويخوف ويزجر ويعد ويبشر. وإن كانت بمعنى الباب، فالقول فيهما واحد. وإن كانت بمعنى الروضة على المكان العالي، فالمراد بذلك أيضا كالمراد بالقولين الأولين، لان منبره عليه الصلاة والسلام على الطريق إلى رياض الجنة لمن طلبها وسلك السبيل إليها، وفيه زيادة معنى، وهو أن يكون إنما شبهه بالروضة لما يمر عليه من محاسن الكلم وبدائع الحكم التي تشبه أزاهير الرياض وديابيج (1) النبات، وهم يقولون في الكلام الحسن: كأنه قطع الروض، وكأنه ديباج الرقيم (2). وأضاف عليه الصلاة والسلام الروضة إلى الجنة، لان الكلام المونق الذي يتكلم به عليه الصلاة والسلام يهدى إلى الجنة، ويكون دالا عليها وقائدا إليها، وعندهم أن الروضة إذا كانت على الايفاع (3)
(١٠٧)