القرعة كلاما ودعاءا لا يعلمه غيره (1) ومورد الرواية من الأمور المجهولة التي لها واقع ثابت في الخارج وان لم نعلمه، وقوله لا يستجرجه الا الإمام سيأتي الكلام فيه إن شاء الله، وعدم وجوب الدعاء، معلوم، غاية ما فيه انه مستحب، والرواية مقطوعة لعدم استناده إلى الإمام (ع) ولكن نقلها في الكتب الأربعة وغير ذلك من القرائن تؤيد رجوع الضمير في قوله: (قال يستجرج بالقرعة) إلى الإمام (ع) فتأمل.
5 - ما رواه الشيخ عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) في رجل قال أول مملوك أملكه فهو حر فورث سبعة جميعا، قال يقرع بينهم ويعتق الذي قرع (2) 6 - ما رواه الشيخ أيضا عن عبد الله بن سليمان قال سألته عن رجل قال أو مملوك أملكه فهو حر فلم يلبث ان ملك ستة أيهم يعتق؟ قال يقرع بينهم ثم يعتق واحد (3) وهاتان الروايتان وان لم يصرح فيهما بمسألة النذر الا ان القرائن تشهد على حمله عليه ولذا أوردهما صاحب الوسائل أيضا في باب عقده تحت عنوان النذر في كتاب العتق.
ومن الجدير بالذكر انه ليس في مورد الروايتين واقع مجهول يراد استكشافه بالقرعة وهذا دليل آخر على عدم اختصاصها بماله واقع ثابت في نفس الامر.
هذا وفى نفس المسألة خلاف والمحكى عن الشيخ في النهاية والصدوق وجماعة بل نسب إلى الأكثر هو القول بالرجوع إلى القرعة، وقيل بعدم وجوب الرجوع إليها وانه يتخير في عتق واحد منها الا ان يموت الناذر فرجع إلى القرعة لخبر الحسن الصيقل قال:
سألت أبا عبد الله عن رجل قال أول مملوك أملكه فهو حر، فأصاب ستة، قال إنما كانت نيته على واحد فليختر أيهما شاء فليعتقه (4)