الحنطة أو القطن. وهكذا تتمتع كل أرض باستعداد طبيعي، يرشحها لفرع معين من فروع الإنتاج. ويعين هذا أن كمية معينة من العمل إذا أنفقت على زراعة الأرض، في حالة تقسيمها على فروع الإنتاج الزراعي تقسيما صحيحا، واستخدام كل أرض فيما هي أصلح له.. تنتج مقادير مهمة من الحنة والقطن، بينما لو صرفت نفس تلك الكمية المعينة من العمل الاجتماعي، في حالة توزيع شيء للأرض على فروع الإنتاج، واستخدام كل أرض في غير ما هي أجدر به.. لما أمكن الحصول إلا على جزء من الحنطة مثلا، يساوي - من الناحية التبادلية - ذلك المقدار المضاعف، الذي ينتج في حالة توزيع الأرض - على فروع الإنتاج - توزيعا صحيحا.. لا لشيء إلا لأنه يساويه في كمية العمل الاجتماعي المتجسد فيه؟ !. وهل يسمح الاتحاد السوفياتي - القائم على أساس ماركس - لنفسه أن يساوي في التبادل بين هاتين الكميتين المختلفتين، بوصفهما تعبيرا عن كمية واحدة من العمل الاجتماعي.
إن الاتحاد السوفياتي، وأي دولة أخرى في العالم، تدرك عمليا - دون شك - مدى الخسارة التي تحيق بها من جراء: عدم استخدام كل أرض فيما هي أكثر صلاحية له.
وهكذا نعرف أن الكمية الواحدة من العمل الزراعي قد تنتج قيمتين مختلفتين، تبعا للطريقة المتبعة في تقسيمها على الأراضي المتنوعة.
ومن الواضح - في ضوء ذلك - أن القيمة المضاعفة، التي تحصل من استخدام كل أرض فيما هي أكثر صلاحية له.. ليست نتيجة للطاقة التي أنفقت في الإنتاج، لأن الطاقة هي الطاقة، لا تتغير، سواء زرعت كل أرض بما هي أصلح له أم زرعت بغيره، وإنما هي - القيمة المضاعفة - مدينة للدور الإيجابي الذي تلعبه الأرض نفسها في تنمية الإنتاج وتحسينه (1).