النظرية على ضوء الأسس الفلسفية في ضوء المادية الفلسفية تؤمن الماركسية، بأن التفسير المادي للتأريخ، من أهم مزايا المادية الحديثة. إذ لا يمكن بدونه، اعطاء التأريخ تفسيرا صحيحا، يتجاوب مع المادي صادقا - في رأي الماركسية - على الوجود، بصورة عامة، فيجب أن يصدق بالنسبة إلى التاريخ، لأن التأريخ ليس إلا جانبا من جوانب الوجود العام.
وعلى هذا الأساس، تعيب الماركسية على مادية القرن الثامن العشر، موفقها من تفسير التأريخ، لأن مادية القرن الثامن عشر الميكانيكية، لم توفق إلى هذا الكشف المادي الجبار، في الحقل التاريخي، بل كانت مثالية في مفاهيمها عن التاريخ، بالرغم من اعتناقها المادية في المجال الكوني العام. ولماذا كانت في مفهومها التاريخي مثالية؟. كانت كذلك - في رأي الماركسية - لأنها آمنت بالأفكار والمحتويات الروحية للإنسان. ومنحتها دورا رئيسيا في التاريخ، ولم تستطع خلال العلاقات الاجتماعية، التي كانت تعيشها، أن تتخطى هذه العوامل المثالية. إلى السبب الأعمق، إلى القوى المادية، الكامنة في وسائل الإنتاج. فلم تصل لأجل هذا، إلى العلة المادية للتاريخ، ولم يحالفها التوفيق في وضع تصميم علمي، لمادية تاريخية، تتجاوب مع المادية الكونية. وإنما ظلت تتعلق بالتفسيرات المثالية السطحية، التي تدرس السطح التاريخي