الكبير من العلماء الذريين الذين كانوا يمارسون التجارب الذرية؟! فإن هذا يوضح، أن الاكتشاف مدين - بصورة خاصة - للتركيب العضوي الخاص، وشروطه الذهنية. ولو لم تتهيأ هذه الشروط، في شخص أو أشخاص، معدودين من علماء الروس، ولم يوحد النبوغ العلمي الخاص، المرتهن بذلك التركيب وتلك الشروط، لمنيت الاشتراكية بالدمار والهزيمة الكبرى، وبالرغم من قوانين المادية التاريخية كلها. وإذا كان من الممكن أن توجد لحظات في حياة الإنسان، تقرر مصير التاريخ أو نوعية الأحداث الاجتماعية، فكيف يمكن أن تكون قوانين الوسائل المنتجة، هي القوانين الحتمية للتاريخ؟!.
الهوامش:
- - - - - - - - 1 - راجع دور الفرد في التاريخ: ص 68.
2 - دور الفرد في التاريخ. ص 93.
5 - الذوق الفني والماركسية والذوق الفني في الإنسان - بوصفه ظاهرة اجتماعية، اشتركت فيها كل المجتمعات، على اختلافها في النظم والعلاقات ووسائل الإنتاج - لون آخر من الحقائق الاجتماعية، التي تضيق بها المادية التاريخية كما سنرى.
والحديث عن الذوق الفني له جوانب عديدة. فالرسام حين يبدع صورة رائعة، لزعيم سياسي، أو لمعركة حربية. قد نسأل مرة عن الطريقة التي ابتعها هذا الفنان، في إبداع الصورة، ونوعية الأدوات التي استعملها، وقد نسأل مرة أخرى عن الهدف الذي كان يرمي إليه، من وراء هذه الصورة، وقد نسأل ثالثة لماذا نعجب بها، ونمتلئ إحساسا بروعتها، والتذاذا بمنظرها؟
ويكن للماركسية التي تجيب على السؤال الأول قائلة: إن الطريقة التي ابتعها الرسام خلال العملية، هي الطريقة التي تفرضها درجة التطور في الأدوات وقوى الإنتاج. فالوسائل الطبيعة هي التي تقرر طريقة الرسم.
وكذا لم يمكن للماركسية أن تجيب على السؤال الثاني، زاعمة: أن الفن استخدام دائما لخدمة الطبقة الحاكمة. فالهدف الذي يدعو الفنان إلى التفنن والإبداع، هو تعزيز هذه الطبقة ومصلحتها، ولما كانت هذه الطبقة وليدة القوى المنتجة، فوسائل