المعادن الباطنة وأما المعادن الباطنة: وهي في العرف الفقهي كما عرفنا، كل معدن لا ينجز بشكله الكامل إلا بالعمل، كالذهب الذي لا يصبح ذهبا إلا بالعمل والتطوير.. فهذه بدورها أيضا نوعان، لأن المدة المعدنية من هذا القبيل قد توجد قريبا من سطح الأرض، وقد توجد في أعماقها بشكل لا يمكن الوصول إليها، بدون حفر وجهد كبير.
المعادن الباطنة القريبة من سطح الأرض:
أما ما كان من المعادن الباطنة قريبا من سطح الأرض، فهو كالمعادن الظاهرة (1) التي مرت بنا أحكامها الآن.
قال العلامة الحلي في التذكرة: ((فالمعادن الباطنة إما أن تكون ظاهرة - أي قريبة من سطح الأرض أو في متناول اليد - أولا، فإن كانت ظاهرة لم تملك بالإيحاء أيضا، كما تقدم في المعادن الظاهرة)) (2).
والشيء نفسه ذكره ابن قدامة حيث كتب يقول: (إن المعادن الظاهرة هي التي يوصل ما فيها من غير مؤونة ينتابها الناس وينتفعون بها. لا تملك بالاحياء ولا يجوز اقطاعها لأحد من الناس ولا احتجازها دون المسلمين.. فاما المعادن الباطنة وهي التي لا يوصل إليها إلى بالعمل والمؤونة كمعادن الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والبلور والفيروزج فإذا كانت ظاهرة لم تملك أيضا بالاحياء) (3).
فالإسلام لا يسمح في المواد المعدنية التي تقع قريبا من سطح الأرض بتملكها، وهي في مكانها ملكية خاصة، وإنما يأذن لكل فرد أن يمتلك الكمية التي يأخذها