أنه مشترك معه أيضا في السواد وهذا بخلاف الانسان مثلا حيث إنه يمتاز عن سائر أنواع الحيوان بالنطق فما به اشتراكه معها هو الحيوان وما به امتيازه عنها هي الناطق فالبيع مشترك مع القرض والهبة في كونه تمليكا ويمتاز عنهما بكونه تمليكا بعوض مسمى دونهما إذ القرض تمليك بعوض المثل والهبة تمليك مجاني لكن ما يتحقق في الخارج بإيجاد موجوده أعني ذاك الأمر الاعتباري أمر بسيط وهو البيع ويكون اشتراكه مع القرض بنفس ذاك الوجود وامتيازه عنه أيضا بنفس ذاك الوجود وبعبارة أخرى كما أن مرتبة السواد الشديد في الخارج شئ واحد وهو السواد لا أنه سواد و شدة منظمة إلى السواد بل شدته أيضا من سنخ السواد فكذلك البيع في الخارج شئ واحد وهو تلك المقولة الاعتبارية لا أنه شئ وشئ منظم إليه وهذا المعنى البسيط الاعتباري الايجادي الذي يوجد في عالم الاعتبار بآله ايجاده يجب أن يكون مما يمكن نحققه بآله ايجاده بأن تكون الآلة آلة لايجاز هذا المعنى في موطنه كصيغة بعت التي آلت لايجاز مادتها وهو البيع في عالم الاعتبار، وإذ عرفت ذلك فنقول الألفاظ الكنائية مطلقا غير قابلة لأن ينشأ بها العقود سواء كانت من قبيل ذكر اللازم وأراده الملزوم أو بالعكس وذلك لأنها ليست آلة لانشائها فمثل (بارك الله) مثلا " الذي لازم البيع لا يصح أن يقع به انشاء البيع بل هو انشاء للدعاء فهو معنى انشائي لكن يقع به انشاء الدعاء لا إنشاء البيع وهكذا الألفاظ المجازية لا تصلح لأن تكون آلة لانشاء العقود للزوم التدرج في تحقق حقيقة المنشأ بأن يكون جزء منها حاصلا " باللفظ المجازي والجزء الآخر منها بالقرينة وهو مناف مع بساطتها وأنها مما لا جزاء لها وأما المشترك المعنوي فيجب أن يفصل فيها بين ما كان كالجنس البعيد مثل لفظ (نقلت) المشترك بين النقل الخارج العيني والنقل الاعتباري وبين ما كان كالجنس
(٢٧٩)