المحافظة على الإمساك بزمام المبادرة كي يتمكن من التصرف في الردود كيفما يشاء ويوجهها كيفما يريد.
وهو إذ كان قد قام بالتلاعب الفاضح بنصوص لعلماء أعلام موجودة في كتب متداولة تكاد تكون موجودة في كل منزل، كما سيرى القارئ في ثنايا هذا الكتاب، فما أيسر التلاعب عنده برسالة غير متداولة.
وعلى أي حال، وصلت الرسالة الثانية، واشتملت مقدمتها على عبارة رفعت من احتمالات وجود المؤامرة.
لقد شدد " الكاتب " وركز في مقدمة هذه الرسالة على أنه يقبل بإحالة المحقق العاملي للرسالة لبعض الأخوة؛ شرط أن يتبنى سماحة العلامة المحقق " كل ما سيكتبه هؤلاء الاخوة من ملاحظات، ويسجلونه من ردود وإشكالات ".
قد يبدو هذا الشرط بالظروف العادية، شرطا طبيعيا، وإن كنا نعتقد أن الذي يريد الحوار النقدي البناء لا يهمه إن كان الطرف الآخر اسما لامعا أو شخصا مغمورا، فقد ذكرنا أن ذلك لا يجعل من الباطل حقا، ولا من الحق باطلا، ولا يحول الدليل القوي إلى ضعيف ولا الضعيف إلى قوي.
ولكن، عندما يقترن هذا الشرط مع ما وصل إلى أسماع المحقق العاملي من نوايا وخطط تحاك في الظلام، وإذا أضيف إلى ذلك ما ذكره " الكاتب " نفسه في مقدمة الرسالة الأولى من أن " الأوضاع في غاية الحساسية، والفتنة في أوج كلبها وهيجان غيهبها " حيث في هذه " الأجواء المحمومة تختل الموازين وأدوات التقييم ". (1) إذا أضيفت كل هذه الأمور، فإن اشتراط شرط كهذا، يغدو مثيرا للريبة.
فكيف إذا ما أضيف إلى كل ما تقدم، أن التقرير الأولي الذي رفعته للعلامة المحقق حول الرسالة الأولى، أوضحت فيه أن ثمة أمورا تبدو غريبة في الرسالة الأولى حيث يظهر " الكاتب " فيها بحالة يصعب حمله فيها على