صرح بها المحقق العاملي مرارا وتكرارا: ليس الهدف هو إسقاط الشخص، وإنما الهدف إخبار الناس بأن هذا " البعض " يملك من الأخطاء الجسيمة والكبيرة ما يحتم التأمل في كلامه وعدم الأخذ به دون النظر فيه..
ولكن على الجهة الأخرى، فقد كان ذلك " البعض " لا يتوقف عن إثارة القضايا كلما سنحت الفرصة، وكثيرا ما تجد في ضمن الأسئلة الموجهة إليه في درسه الأسبوعي سؤالا يصلح ذريعة لنشر اتهاماته يمنة ويسرة فضلا عن التركيز من جديد على تلك المقولات.
وفجأة، وصل شخص قادم من إيران يحمل رسائل للعلامة المحقق، ممهورة باسم " أبو مالك الموسوي ".
نظر العلامة المحقق في هذه الرسائل نظرة سريعة، وإذا بها ملاحظات سجلها كاتبها على كتاب خلفيات، وقد تمنى فيها صاحبها بشدة أن تبقى طي الكتمان، كاشفا عن أنه بصدد إعداد رسالة أخرى فيها وقفات " نقدية " أخرى على كتاب خلفيات.
أحال العلامة المحقق الرسائل إلي، طالبا النظر فيها وتسجيل الملاحظات عليها، تأييدا أو تفنيدا. وفي نفس الوقت، كتب رسالة رد مقتضبة إلى المرسل أخبره فيها باستلامه الرسالة، مثنيا عليه المتابعة في النقد والكتابة، فإن ذلك من شأنه أن ينمي قدرات الإنسان العلمية، وكشف له عن أنه لم يقرأ الرسالة بالتفصيل، وإنما نظر إليها نظرة سريعة، فوجد أنها لا تخلو من إشكالات وقع بها هذا " الكاتب "، وأخبره أنه قد أحال الرسالة إلى أحد الأخوة، لينظر فيها، وأنه بانتظار باقي الرسالة ليرسل له الرد عليهما معا، إن كان يصر على ذلك.
ولم يمض سوى بضعة أسابيع حتى وصلت الرسالة الثانية التي يتابع فيها كاتبها وقفاته " النقدية " على كتاب خلفيات، ولكن كان ثمة عبارة في مقدمتها دعتنا للتوقف مليا.