السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ١٢٦
ومبرى جريج تكلم كذلك أي في بطن أمه قيل له من أبوك فقال الراعي عبد بني فلان وتكلم بعد خروجه من بطن أمه فقد تكلم مرتين مرة في بطن أمه ومرة وهو طفل كذا في النطق المفهوم ولم أقف على وقت كلامه ولا على ما تكلم به حينئذ وأما يحيى عليه الصلاة والسلام فتكلم وهو ابن ثلاث سنين قال لعيسى أشهد أنك عبد الله ورسوله والخليل تكلم وقت ولادته وسيأتي ما تكلم به وفي كون ابن ثلاث سنين وفي كون من تكلم وقت ولادته يكون في المهد نظر إلا أن يكون المراد بالتكلم في المهد التكلم في غير أوان الكلام ولم أقف على سن من تكلم في المهد حين تكلم غير من ذكر وغير الطفل الذي لذي الأخدود فإنه لما جيء بأمه لتلقى في نار الأخدود لتكفر وهو معها مرضع فتقاعست قال لها يا أماه اصبري فإنك على الحق قال ابن قتيبة كان سنه سبعة أشهر وفي النطق المفهوم أن شاهد يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام كان عمره شهرين وكان ابن داية زليخا وفي الخصائص الصغرى وخص صلى الله عليه وسلم بكلام الصبيان في المراضع وشهادتهم له بالنبوة ذكر ذلك البدر الدماميني رحمه الله هذا كلامه وفيه نظر لأنه لم يشهد له بالنبوة من هؤلاء إلا مبارك اليمامة حسبما وقفت عليه ورأيت في الأجوبة المسكتة لابن عون رحمه الله أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألست لم تزل نبيا قال نعم قالوا فلم لم تنطق في المهد كما نطق عيسى قال إن الله خلق عيسى من غير فحل فلولا أنه نطق في المهد لما كان لمريم عذر وأخذت بما يؤخذ به مثلها وأنا ولدت بين أبوين هذا كلامه وهو يخالف ما تقدم من أنه صلى الله عليه وسلم تكلم في المهد إلا أن يقال مرادهم لم لم تنطق في المهد بمثل الذي نطق به عيسى أو أن ذلك منه صلى الله عليه وسلم إرخاء للعنان فليتأمل ثم رأيت أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما سقط على الأرض استوى قائما على قدميه وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد الحمد لله الذي هدانا لهذا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»