يحدث، قال: ولد لأبي عبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نورا يظهر كنور الشمس، فقال أبي: إن لهذا الغلام شأنا عظيما.
قال: فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طائر أبيض.. إلى أن قال: فلما انتبهت، سألت كاهنة من بني مخزوم، فقالت: يا عباس، لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له.
إلى أن قال: فلما مات عبد الله، وولدت آمنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتيته، ورأيت النور بين عينيه يزهر، فحملته، وتفرست في وجهه..
ثم تذكر الرواية ما رأته آمنة، ثم تقول: فهذا ما رأيت يا عباس.
قال - يعني العباس -: وأنا يومئذ أقرأ، وكشفت عن ثوبه، فإذا خاتم النبوة بين كتفيه، فلم أزل أكتم شأنه وأنسيت الحديث، فلم أذكره إلى يوم إسلامي، حتى ذكرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وأقول: إن هذا الحديث لا يصح، لان العباس كان أكبر من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بسنتين (2)، فكيف يكون قد حضر ولادة أبيه عبد الله، ورأى ذلك المنام ثم ذهب إلى الكاهنة، ثم حين ولادة الرسول وأخذه وحمله إلخ..
هذا بالإضافة إلى أن نسيانه لهذا الامر الخطير جدا هو الاخر غير معقول.
ولو سلمنا أنه نسيه، فكيف لا يذكره حين بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويبادر إلى التصديق به، وإعلان إسلامه. بل يتأخر في