مائة بعير، أعطاه إياها (1).
مع أن شن الغارة معناه التسبب في قتل الرجال وحتى الأطفال والنساء والشيوخ وسبيهم، والاستيلاء على أموالهم، وهدر كراماتهم.
وزيد الخيل هو من رجال العرب المعروفين، ويضارع حاتم الطائي في الشهرة والسؤدد.
هذا، ولا بد من الإشارة أخيرا إلى أن عجز البدوي تجاه قوى الطبيعة القاسية، التي تستولي على الصحراء، من شأنه أن يولد فيه الشعور بضرورة الضيافة، وضرورة البذل، حيث لا يمكنه حمل قوته في سفره الشاق الطويل، الذي يمتد عشرات الأيام. وهو مضطر إلى السفر بين حين وآخر بحثا عن الماء والكلا، ولغير ذلك من أمور.
2 - حميتهم وعصبيتهم، وهذه في الحقيقة صفة ذميمة، إذ أنهم يرون أن النصر لا بد أن يكون لذوي قرابتهم، ولابن قبيلتهم، وأن العون لابد أن يمحض له، ظالما كان أو مظلوما.
وقد نعى القرآن عليهم ذلك، وعبر عنها ب (حمية الجاهلية) (2)، لأنها مبنية على الجهل، وعدم التثبت.
وقد تقدم ما يشير إلى سر نشوء ذلك فيهم، فلا نعيد.
3 - الشجاعة: وإنما يستحق صاحبها المدح والذم بملاحظة الاهداف في الموارد التي يستعملها فيها، فإذا استعملت في مورد حسن، استحق صاحبها مدحا، وإلا فذما. ولهذا فليس هناك أشجع من الأسد، ولكن ذلك لا يعتبر فضيلة له.
ونحن إذا دققنا النظر فإننا نجد: أن سر شجاعة العرب هو أنهم