27 - وروى الحسين بن جبير (ره) صاحب كتاب (النخب) (1) في كتابه حديثا مسندا إلى الباقر عليه السلام قال: سئل الباقر عليه السلام عن قوله تعالى: (فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) (2) من هؤلاء؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل عليه السلام وأقام، وجمع النبيين والصديقين والشهداء والملائكة وتقدمت وصليت بهم، فلما انصرفت قال جبرئيل: قل لهم بم يشهدون؟
قالوا: نشهد: أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأن عليا أمير المؤمنين (3).
28 - وروى أخطب خوارزم حديثا مسندا، يرفعه إلى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته، فغدا عليه علي بن أبي طالب بالغداة، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل.
فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار، وإذا رأسه في حجر دحية الكلبي.
فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟ فقال له دحية: وعليك السلام أصبح بخير يا أخا رسول الله، فقال له علي: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا، فقال له دحية: إني أحبك (4) وإن لك عندي مدحة أزفها إليك: أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وأنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان (5) وقد أفلح من تولاك، وخسر من تخلاك (6)، محبوا محمد محبوك، و [مبغضوا محمد] مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله، ادن مني يا صفوة الله، وخذ رأس ابن عمك، فأنت أحق به مني، فأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فانتبه، وقال:
ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الخبر، فقال: لم يكن دحية وإنما كان