ان قال بذ القائلين وقصروا * عن درك سباق إلى الغايات لهفي على تلك الديار وأهلها * لو كان تنفع غلتي لهفاتي يا ليت شعري هل ارى ذاك الحمى * حال من الفتيان والفتيات سرعان ما درجت أويقات اللقا * ان البروق سريعة الخطوات أشكو إلى الرحمن بعد أحبة * عصف الزمان بهم وقرب عداة خطب دعاني للخروج من الحمى * فخرجت بعد تلوم واناة وتركته خوف الهوان وربما * ترك النمير مخافة الهلكات مستوطنا دار الضلال وربما * القى الغريب عصاه بين عصاة ما لي وللبلد الذي نشر الخنا * فيه بضائعه على الطرقات قسم الفجور به على طول المدى * والجور بين رعية ورعاة لا يخدعنك ثلة من أهله * مثل الكلاب تهر في الحلقات قالوا عبيد الله نحن وربهم * يدري بأنهم عبيد اللات فانظر إلى العلماء منهم هل ترى * الا تهالكهم على الشهوات ينوون عصيانا ويبدون التقى * للناس والأعمال بالنيات وانظر بعين العقل ما يقضي به * في ملة الاسلام شر قضاة من قهر أيتام وظلم أرامل * قعد الزمان بهم عن الأقوات وثبوا على الأموال وثبة ضيغم * مرت بساحته صغار شياة ميلا إلى الدنيا فكم من مصرع * للدين بين هن وبين هنات فاحكم كما حكم الكتاب بذمهم * وبظلمهم في محكم الآيات وانفض يديك من... وأهلها * نفض الأنامل من ثرى الأموات وابرأ إلى الرحمن من سكانها * حاشا ذوي الايمان والطاعات أطريت قوما ابصروا طرق الهدى * والغي فاختاروا طريق نجاة بيض الوجوه يلوح في جبهاتهم * للناظرين دلائل الخيرات وهم الكرام الأتقياء فدأبهم * بذل الصلات وكثرة الصلوات خيمت في أكنافهم فكأنني * ظام أناخ بدجلة وفرات ووجدت قوما من اتاهم بادروا * قبل السؤال إليه بالبدرات منح يشد كبيرها وصغيرها * رمي الحجيج أحاط بالجمرات يزداد نور وجوههم يوم العطا * والبرق يكثر في الزمان الشاتي قوم رتقت بقربهم فتق النوى * من بعد ما صدع الفراق حصاتي طابت أصولهم فلا عجب إذا * أتت الفروع بأطيب الثمرات نسب يؤول إلى النبي محمد * خير الأنام وسيد السادات مولى إذا قرع المسامع ذكره * عجت جميع الخلق بالصلوات والى أخيه المرتضى وشريكه * في المكرمات وكاشف الكربات ذاك الذي صدع الكتاب بمدحه * ومنزل الإنجيل والتوراة وأبو الأئمة والهداة من العمى * أكرم بخير أئمة وهداة قوم بهم بزغت مصابيح الهدى * والناس في ليل من الشبهات هم خيرة الرحمن خيرة خلقه * والصبح لا يحتاج للاثبات وهم العباد المخلصون من الورى * والذاكرون الله في الخلوات والعالمون بكل علم أحجمت * عنه الخواطر غير كنه الذات ملكوا أمور العالمين فأمرهم * ماض على الاحياء والأموات اثنى عليهم بالجميل وكيف لا * يثني النبات على الأتي الآتي نلت السعادة في الحياة بحبهم * وبهم أنال الفوز بعد مماتي وأخالهم لا يمنعون لهاهم * من عبدهم والروح في اللهوات ان المكارم لا تعد مكارما * الا إذا اتصلت إلى الغايات صلى الاله عليهم عدد الحصا * والرمل والحركات والسكنات وقال رحمه الله تعالى يشكو الزمان ويرثي أمير جبل عامل الشيخ ناصيف النصار ويصف دمشق الشام ويمدح السيد موسى جمال الدين أحد أبناء العائلة المرتضوية بدمشق وذلك عند خروجه من الوطن هاربا إلى دمشق حين استيلاء احمد باشا الجزار على جبل عامل بعد قتله أميره الشيخ ناصيف بن نصار:
مضى ما مضى والدهر بؤس وانعم * وصبر الفتى ان مسه الضر احزم وإن كان في الشكوى كما قيل راحة * فعندي منها ما يمض ويؤلم إلى الله نشكو لا إلى الناس انه * بنا من ذوي القربى أبر وارحم منينا باحداث يضيق بها الفضا * وليس إلى أوج السلامة سلم فراق ولا وصل وفقر ولا غنى * وخوف ولا امن وضد محكم يقولون بعد الألف أعظم شدة * وقرب العدى عندي أشد وأعظم يعز علينا ان نروح ومصرنا * لفرعون مغنى يصطفيه ومغنم منازل أهل العدل منهم خلية * وفيها لأهل الجور جيش عرمرم فلا باذل زادا ولا قائل هدى * ولا دافع ضيما ولا متكرم وعهدي بها مأهولة وربيعها * على كل مرتاد العناد محرم وكان لها من آل نصار صارم * صقيل وسهم لا يطيش ولهذم هو الليث بل اعدى من الليث في العدى * هو الغيث بل اندى بنانا وأكرم جواد جرى والسابقين إلى العلا * فجاز مداها والكرام تجمجم ولا أمتري ان الأنابيب فضلها * جلي ولكن السنان المقدم هو البدر وافاه المحاق وانما * يكون خسوف البدر وهو متمم قضى في ظلال المرهفات مطهرا * وأي شهيد لا يطهره الدم فقدناه فقدان الصباح ومن لنا * بطلعته الغراء والدهر مظلم فجعنا به والشمس في رونق الضحى * فلم نمس الا والبلاء مخيم وعاثت يد الأيام فينا فمجدنا * وبالرغم مني ان أقول مهدم ولست ترى الا قتيلا وهاربا * سليبا ومكبولا يغل ويرغم وكم عالم في عامل طوحت به * طوائح خطب جرحها ليس يلأم وأصبح في قيد الهوان مكبلا * وأعظم شئ عالم لا يعظم وكم من عزيز ناله الضيم فاغتدى * وفي جيده حبل من الذل محكم يدين بدين الكافرين مخافة * الا رب شئ حل وهو محرم وكم هائم في الأرض تهفو بلبه * قوادم أفكار تغور وتتهم ولما رأيت الظلم طال ظلامه * وان صباح العدل لا يتبسم ترحلت عن دار الهوان وقلما * يطيب الثوا في الدار والجار أرقم أخاطر بالنفس النفيسة قاطعا * بلادا يشب الكفر فيها ويهرم تملكها والملك لله فاجر * سواء لديه ما يحل ويحرم عتل زنيم يظهر الدين كاذبا * وهيهات ان يخفى على الله مجرم ولما بلغت الشام صادفت جنة * بها الحور والولدان فذ وتوأم هي الغادة الحسناء ترقص فرحة * فينثر دينار عليها ودرهم تبختر في ثوب الغنى وهو مسبل * وتختال في برد الهنا وهو معلم وأنهارها تفتر عن درر الحصا * ويظهر مكنون الثغور التبسم وكم روضة فيحاء قد نثر الحيا * عليها فريدا قلما يتنظم رياض إذا هز النسيم غصونها * تأوه مشتاق وحن متيم وان أخرجت من كمها يانع الجنا * تشارك فيه العين والأنف والفم