كم سامني ضيما وهل يرضى الفتى * وهو العزيز بذلة وصغار يجني علي مقاربا ومجانبا * لا مرحبا بحديدة المنشار خوف وفقر واغتراب حيث لا * يسر ولا عدوى على الاعسار وإذا تأملت الشدائد لم تجد * كيمين مغترب بغير يسار خطب رماني حيث لا روض الثنا * زاه ولا ماء المكارم جاري ما بين قوم ليس يبرح جارهم * في جور جبار وسوء جوار بشر ولو كشف الغطاء وجدتهم * ما بين شيطان وبين حمار فلا صبرن فما تطاول غيهب * الا محاه الله بالأنوار والحر يظهر بالنوائب فضله * وانظر إلى نار وحر نضار وأماط عني الهم اني واثق * بالله في الاعلان والاسرار والخير كل الخير في الامر الذي * يجري بحكم الفاعل المختار وبديعة كالروض تمري فوقه * أيدي الجنوب حوافل الأمطار ما زال يبكيه الحيا حتى جرت * عبراته من أعين الأزهار هي نفثة المصدور يخفي داءه * ابدا وقد يضطر للاظهار بل تحفة أهديتها لاولى النهى * والعطر مجلوب إلى العطار أشعاره في السيد أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي جد جد المؤلف. قال يمدحه:
أ تهجر سلمى والمزار قريب * وتطمع فيها والحسام خضيب وتعرض عن رشف الثنايا تعففا * وصبر الفتى عن مثلهن عجيب وتحلم حتى لا يقال أخو هوى * وتجهل حتى لا يقال لبيب خليلي قوما واسقياني سلافة * لها في عظام الشاربين دبيب وخمرا تجلى في الكؤوس كأنها * دموع محب شط عنه حبيب ولا تطلبا مني مع الشيب سلوة * فان الكرى عند الصباح يطيب وقد تدمع العينان من ذي مسرة * ويضحك بعض الناس وهو كئيب الا ليت شعري هل تروق مواردي * والمح روض العيش وهو قشيب وليس يزول الخطب الا برحلة * إلى بلد فيه الشريف خطيب أبو الحسن الحبر الذي بعلومه * أغاث ربوع الدين فهو خصيب حسيب نسيب من ذؤابة هاشم * وخير نجيب من أبوه نجيب خليفة قوم أخلص الله سهمهم * فليس لهم الا الكمال ذنوب تخطاهم شر الخطا غير أنهم * لهم حسنات المخلصين ذنوب إذا نزل القرآن فيهم فما عسى * يقول أديب أو يفوه أريب ترعرع في روض الهدى وأماله * إليهم نسيم الفضل وهو قضيب خلائقه مثل النجوم ومجده * حكى الشمس الا ان تلك تغيب له الرتبة العلياء والراحة التي * تصيب فؤاد المحل حين تصوب له قلم كالسهم ما زال وافدا * على مهج الأغراض وهو مصيب يراع يرى آثاره كل معرب * كما نثرت حب الجمان غروب إذا ماس في القرطاس كالغصن * رفرفت عيون على افنانه وقلوب يرى ارغد الأيام يوم مواهب * ويوم القرى عند البخيل عصيب أعادت أياديه النعيم على الورى * وقد كان في جسم الأنام شحوب إذا مرضت بالمحل أغصان روضة * فليس لها غير السحاب طبيب أبا حسن يا واحد الدهر والذي * له منزل فوق السماك رحيب ويا خير من يرجى إذا ما تزاحمت * خطوب زمان لا تزال تنوب أعد نظرا في ذلك الامر انني * دعوتك للجلى وأنت مجيب واعجب شئ أنه قد تباعدت * موارده مني وأنت قريب فقم غير مأمور به ان صعبه * عليك لسهل والآله مثيب وما ذاك إلا انني قد وكلته * إليك وظني فيك ليس يخيب ودونكها غراء كالنجم تنتمي * إليكم وترنو الناس وهي عضوب ولا زلت مخضر الجناب ولا عدا * ربوعك غيث السعد وهو سكوب وقال يمدحه وذكر في مقدمتها ما صورته: لما ثبت عند أولي الألباب الواردين حياض السنة والكتاب ان شكر المنعم واجب فلا جرم رأيت مدح مولانا الشريف ضربة لازب فاني غرس نعمته وربيب جود راحته وهو الذي طوقني الفضل وقد كنت عاطلا وقلدني قلائد العلم وقد كنت جاهلا وهو الأستاذ الجليل الأعظم محيي الفرائض والسنن سيدنا ومولانا السيد أبو الحسن رضي الله عنه فبادرت على اسم الله مناظرا في ذلك الفذ اللبيب الماهر الشيخ أحمد الشاعر المعروف بالنحوي في لاميته التي امتدح بها السيد السند المؤيد بالطاف الله المرحوم المبرور السيد نصر الله المعروف بالحائري طيب الله ثراه ورضي الله عنه وارضاه فقلت:
إلا م يعاني خطة الخسف باسل * وحتى متى يغضى عن النقص كامل لقد ظلم النفس النفيسة من يرى * خمائل أغصان العلا وهو خامل فما سئمت نفس السري من السرى * ولا صرمت حبل الرحيل الرواحل أ تظفر من لبنى بخير لبانة * وقد نزلت حيث المنون نوازل وتطمع من ريا بري ودونها * مهامه لا تدري بها ومجاهل سباسب لم تسحب بها السحب ذيلها * ولا وضعت فيها الغيوم الحوامل ولا سار فيها الريح والريح راكب * ولا مر فيها البرق والبرق راجل ولا رشفت ريق الغوادي ثغورها * ولا رضعت ثدي الجيا وهو حافل طلول كان الطل يخشى أكامها * فليس له ذيل هنالك رافل وصادية الأحشاء عطشى وفوقها * بحور سراب ما لهن سواحل ومظلمة الارجاء ليس يجوزها * دجى الليل الا والنجوم مشاعل لي الله كم أدلجت فيها تقلني * أمون ويعدو بي على الهول صاهل أحاول من سلمى سلاما ودونها * صدور رماح أشرعت وسلاسل وقد نفحت من جانب الغور نفحة * وفي طيها للعاشقين رسائل وعيشك لا انسى هناك غزالة * تغازلني احداقها وأغازل عقيلة حي من عقيل وطفلة * أوائلها في سالف الدهر وائل وخود كغصن البان لو زايل الردى * لواحظها غنت عليها البلابل منعمة الاعطاف كاد قوامها * يسيل من الساقين لولا الخلاخل تقنصتها حيث الشبيبة غضة * وروق الصبا أشراكها والحبائل على روضة فيحاء اما هزارها * فقس واما زهرها فهو بأقل كان غصون البان فيها كواعب * زن على اعطافهن الغلائل كان نضير الورد بين أقاحها * خدود غوان رابهن عواذل كان غدير الروض تحت نسيمة * أخو جنة قد أوثقته السلاسل فيا لك من روض أريض ونعمة * نعمنا بها والدهر إذ ذاك غافل إلى أن جرى نهر النهار على الدجى * فنواره من ذلك النور ذابل هناك نهضنا للوداع وقلما * يدوم على صرف الزمان التواصل ليهنك مني أوبة بعد رحلة * إلى بحر جود ما له قط ساحل أبي الحسن النور الإلهي والذي * تبلج في برج الهدى وهو كامل هو البحر علما والسحاب مواهبا * فما الناس الا سائل أو مسائل كريم المحيا والبنان كأنما * له البدر وجه والغوادي أنامل