وتضطرب الأحشاء عند ادكاركم * كما اضطرب المذبوح ساعة يذبح فيا ليت شعري هل يبل بقربكم * فؤاد بأسياف البعاد مقرح وهل تنظر العينان يامي أوجها * لها شبه بالصبح بل هي أصبح وانزل في الحي الذي ترتع ألمها * به والظباء الحاجريات تسنح واطرح رحلي بين أهل وجيرة * لهم في سواد القلب مغنى ومطرح وأصبح في الأحباب حيث يلفني * وإياهم روض من العيش افيح منى ارتجيها من كريم وقادر * فما زال يوليني الجميل ويمنح أطوف في الآفاق شرقا ومغربا * ولكنني عن بابه لست أبرح وما اخترت هذا البعد ابغي تجارة * يبور بها دين الفتى حين يربح ولكنني والحمد لله زائر قبورا * إذا ما زارها المرء يفلح ولما قضيت الفرض هبت إلى السرى * نجائب منها ناجيات ورزح إذا ما تخطت صحصحا من مفازة * أتيح لها من قاتم ألد وصحصح أسير بها أبغي الرضا وهي حاجة * إذا أنعم الرحمن بالنجح تنجح وما لي أنيس غير نفس عزيزة * علي كنفسي بل من النفس أرجح وحسبي بنصر الله لا زال سالما * أنيسا به صدري إذا ضاق أشرح فيا أيها الناؤون عني عليكم * سلام يمسي حيكم ويصبح تحية مشتاق يكني عن الهوى * حياء ولكن الدموع تصرح أحاول صبرا عنكم فيذودني * عن الصبر نار في الجوانح تلفح وأرسل طرفي كي أراكم فينبري * لتشييعه دمع على الخد يسفح ودونكموها غادة ساقها الهوى * إليكم فجاءتكم تكد وتكدح ومرت على الزوراء تهدي تحيتي * إلى ماجد كالبحر بل هو اسمح ولا زلتم في خفض عيش ونعمة * يغرد طير السعد فيها ويصدح وكتب إلى السيد موسى جمال الدين الحسيني الموسوي من بعلبك إلى دمشق من قصيدة:
وحسبك يا موسى بن موسى بن جعفر * بهم مفخرا يعنو له كل اصيد أبوك جمال الدين أورثك العلى * فمن ينتحلها غيرك اليوم يطرد لقد ظفرت منك الشام بماجد * إذا هم بالمعروف لم يتردد أبثك يا فرع النبوة انني * وهي جلدي من بعدكم وتجلدي إذا ما ذكرت القرب منك تبددت * فرائد هذا الدمع أي تبدد وقد كان وعد منك أومض باللقى * فنحن نرجي الري في اليوم والغد فلا تبخلن حاشا لك البخل بالمنى * وقم غير مأمور بذلك واقعد فلا تنطفي الا بقربك لوعة * توقد في الأحشاء اي توقد ولي أمل أن يجمع الله شملنا * على خير ما نرجوه في خير مقعد لدى جبع الغراء حيث تنافست * بنو المجد في كسب الثناء المخلد وحيث عيون المكرمات تفجرت * على رائح يشكو الظماء ومغتدي وحيث الهدى والدين شد نطاقه * على كل حر بالفضائل مرتدي وحيث الرياض الخضر يبكي بها الحيا * فتضحك عن مثل الجمان المنضد وحيث لجين الماء يجري وفوقه * من الدوح أزهى خيمة من زبرجد منازل أحباب ودار مسرة * ومطمح آمال وغاية مقصد سقى الله هاتيك البلاد وأهلها * ملث الغوادي من لجين وعسجد واطلع في آفاقها أنجم الهدى * وطهرها من كل رجس ومعتدي ورد إلى أوطانه كل شاسع * يكابد ذلا بعد عز موطد فقد عيل صبر الصابرين ومزقت * يد الجور جلد الصابر المتجلد ودونكها يا ابن النبي فريدة * تزف إلى مولى بعلياه مفرد ولا زلت في روض من الفضل يحتوي على كل طير بالثناء مغرد وقال في العراقيات الأخوانيات وأرسلها من العراق إلى الشام إلى صديقه السيد موسى الحكيم:
سلام وهل يشفي الغليل سلام * وقد نزحت دار وعز مرام تحية مشغوف يحن إلى اللقا * حنين وليد نال منه فطام حليف سهاد طلق النوم بعدكم * ثلاثا فراح اليوم وهو حرام قضى لي هواكم ان أبيت مسهدا * وأنتم نيام والخلي ينام وما ضر إبراهيم نار غرامه * إذا صح برد منكم وسلام لعمري لقد أججتم بفراقكم * لواعج لا يخبو لهن ضرام وحملتم جسمي على ضعفه جوى * يئط ثبير تحته وشمام أما وهواكم وهي حلفة صادق * يرى أن مكذوب الكلام كلام لقد لعبت أيدي الهوى بحشاشتي * كما لعبت بالشاربين مدام أشيم بروق الشام شوقا إليكم * وهيهات من دار السلام شام وارمي بطرفي نحوكم كي أراكم * فتأبى موام بيننا وآكام ليسقكم يا جيرة الشام وابل * ركام وهل يسقي الغمام غمام ولا غرو ان سقت الحيا لمعالم * لأفلاذ قلبي بينهن مقام مسرة نفسي والجديرون بالهوى * وإن نبهوني للغرام وناموا تركتهم فوضى وحسبي وحسبهم * من الله مولى كافل وعصام نعم حبذا تلك المغاني وحبذا * نزولي بها والمزعجات نيام قضى حسنها أن لا نلام بحبها * ومن هام بالفردوس كيف يلام معاهد يأتيها الخلي من الهوى * فيصدر عنها والغرام غرام وثم رياض مونقات يزينها * من النور فذ مشرق وتوام حدائق بالاكمام يرقص دوحها * إذا ما تغنى في الغصون حمام وإني لحران إلى مائها الذي * له بين هاتيك الرياض زحام لي الله كم خيمت فيهن نازلا * وما لي سوى الظل الظليل خيام وحولي اخوان كرام تعاقدوا * على المجد شيخ منهم وغلام مساميح إماما أصابوا من الغنى * فطل وأما جودهم فركام ميامين تنجاب الهموم بقربهم * كما انجاب من نور الصباح ظلام يضيع ذمام الود الا لديهم * وعند كريم لا يضيع ذمام وقال لما وقع الطاعون بدمشق ونواحيها سنة 1207 فتفرق أصحابه في جهات شتى منهم السيد موسى جمال الدين الموسوي فكتب إلى بعضهم من قصيدة:
خليلي ان شطت منازل من اهوى * فلست أبالي والفؤاد لهم مثوى ترامت بهم أيدي النوى خيفة الردى * فشنوا على رحب الفضا غارة شعوا وطار فريق للحجاز تقلهم * نجائب تطوي كل فج ولا تطوى سروا يخبطون البيد والحج قصدهم * ونيتهم والخير أفضل ما ينوى وما ضرهم بعد الشام إذا غدت * تحوزهم تلك المعالم من حزوى وعرق منهم فرقة فوق ضمر * سواهم أدنى سيرها يفضل العدوا إذا وردوا ماء الفرات وشاهدوا * وقبابا حديث الجود عن أهلها يروى فقد وردوا عين الحياة وأدركوا * من الخير كل الخير غايته القصوى معالم لو حلت يد الدهر حبوتي * سعيت إليها كل حين ولو حبوا وهل يدرك المقصور مثلي مرامه * من الخير والأيام تمنعه الخطوا