الدار فان زيدا جالس ولا يكون العامل ما بعد الفاء لأن خبر أن لا يتقدم عليها فكذلك معموله هذا قول سيبويه والمازني والجمهور، وخالفهم المبرد وابن درستويه والفراء فجعلوا العامل نفس الخبر، وتوسع الفراء فجوزه في بقية أخوات ان، فان قلت اما اليوم فانا جالس احتمل كون العامل اما وكونه الخبر لعدم المانع، وان قلت أما زيدا فاني ضارب لم يجز أن يكون العامل واحدا منهما.
5 أو: قال الفراء في معنى أو في قوله تعالى: وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون: بل يزيدون.
6 الا: ذكر الأخفش والفراء وأبو عبيدة أن من أحد معانيها أن تكون عاطفة بمنزلة الواو في التشريك في اللفظ والمعنى، وجعلوا منه قوله تعالى:
لئلا يكون للناس عليهم حجة الا الذين ظلموا منهم، لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء أي ولا الذين ظلموا، ولا من ظلم.
7 إلى: أثبت الفراء ان من معانيها التوكيد، وهي الزائدة، واستدل بقراءة بعضهم أفئدة من الناس تهوى إليهم بفتح الواو، وخرجت على تضمين تهوى معنى تميل، أو أن الأصل تهوي بالكسر فقلبت الكسرة فتحة والياء ألفا كما يقال في رضي رضا، وفي ناصية ناصاة يقول الفراء: قال ذلك ابن مالك، وفيه نظر، لان شرط هذه اللغة تحرك الياء في الأصل.
8 ثم: يرى الفراء أن ثم المهملة قد تتخلف بدليل قولك:
أعجبني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب لأن ثم في ذلك لترتيب الاخبار، ولا تراخي بين الأخبارين.
9 عن: حكى الفراء عن العرب قولهم رميت عن القوس ورميت بالقوس ف عن تفيد الاستعانة في أحد معانيها، وفيه رد على الحريري في انكاره ان يقال ذلك الا إذا كانت القوس هي المرمية، وحكى أيضا رميت على القوس.
10 حرف الفاء المفردة: قال الفراء: انها لا تفيد الترتيب مطلقا واحتج بقوله تعالى: أهلكنا فجاءها بأسنا بياتا، وهم قائلون. ومن معانيها ان تكون زائدة بشرط ان يكون الخبر أمرا ونهيا. ومثل للأمر بقول الشاعر: وقائلة: خولان فانكح فتاتهم... ومثل للنهي بنحو زيد فلا فلا تضربه.
11 حرف الكاف: قال الفراء في قوله تعالى أرأيتك هذا الذي كرمت علي: التاء حرف خطاب، والكاف فاعل لكونها المطابقة للمسند إليه.
12 كم: أجاز الفراء والزجاج وابن السراج وآخرون ان يكون تمييزكم الاستفهامية مجرورا.
13 كلا: ويرى الفراء انها تكون حرف جواب بمنزلة أي ونعم، وحمل عليه كلا والقمر معناه أي والقمر.
14 كل: أجاز الفراء أن تقطع كل المؤكد بها عن الإضافة لفظ متمسكا بقراءة بعضهم انا كلا فيها.
15 اللام المفردة: ويرى الفراء ان الشرط قد يجاب بها مع تقدم القسم عليه.
16 لا: مثل لا رجل عند الفراء لا جرم نحو لا جرم ان لهم النار والمعنى عنده لا بد من كذا أو لا محالة في كذا فحذفت من أو في.
17 لات: زعم الفراء انها تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد:.
طلبوا صلحنا ولات أوان... البيت. واستدل على ذلك بقراءة ولات حين مناص بخفض الحين.
18 لو: أثبت الفراء ورودها مصدرية استشهادا بقراءة بعضهم ودوا لو تدهن فيدهنوا بحذف النون فعطف يدهنوا بالنصب على تدهن لما كان معناه أن تدهن.
19 لولا: وتأتي للتوبيخ كما يتضح من تفسير الفراء قوله تعالى:
فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس أي فهلا كانت قرية من القرى المهلكة تابت عن الكفر قبل مجيء العذاب فنفعها ذلك.
20 لن: يرى الفراء ان أصلها وأصل لم: لا فأبدلت الألف نونا في لن وميما في لم.
21 ليت: وحكمه ان ينصب الاسم ويرفع الخبر ويرى الفراء انه قد ينصبهما كما في قول الراجز: يا ليت أيام الصبا رواجعا.
22 لعل: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر وأجاز الفراء نصبهما كما في بعض لغات العرب لعل أباك منطلقا.
23 لكن: قال الفراء بان أصلها لكن ان، فطرحت الهمزة للتخفيف، ونون لكن للساكنين، كقول الشاعر:... ولاك اسقني ان كان ماؤك ذا فضل فحذف نون لكن في قوله ولاك.
24 هل: من معانيها انها تأتي بمعنى قد وذلك مع الفعل. وبذلك فسر الفراء قوله تعالى: هل أتى على الإنسان حين من الدهر قال: انها بمعنى قد أتى.
25 الواو المفردة: وقال الفراء وقطرب والربعي وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي بإفادتها معنى الترتيب.
باب في مسائل متفرقة 1 نقل أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قول الفراء في لدن غدوة حيث قال في غدوة انها تنصب وترفع وتخفض. فتأويل الرفع لدن كان غدوة، وينصب بخبر كان، ويخفض بعند، أي عند غدوة.
2 كلمة سبحان عند الفراء تأويلها الإضافة وهي تنزيه وضعت موضع المصدر، في الأصل سبحت تسبيحا وسبحانا، فإذا أسقطت الكاف فتحت، وأنشد: سبحان من علقمة الفاخر... فقال الفراء: طلب الكاف ففتح.
3 قال الفراء في تفسير قوله تعالى: لإيلاف قريش ان اللام هي لام تعجب، أي أعجبوا لهذا. وقال: فجعلهم كعصف مأكول لهذا.