باب الترخيم أجاز الفراء حذف الياء والألف مع الآخر من نحو سعيد وعماد في كل لغة وحذف الواو مع الآخر في نحو ثمود في لغة من يجعله اسما برأسه ولا ينتظر المحذوف فيقول يا سع ويا عم ويا ثم واما على لغة من ينتظر فيوجب حذف الواو والدال ولا يجيز يا ثمو بحذف الدال فقط لأن بقاء الواو يستلزم عدم النظير إذ ليس في العربية اسم متمكن في آخره واو لازمة قبلها ضمة.
كما أنه لا يشترط المجانسة فيجيز حذف اللين وان كان قبله فتحة فيقول يا فرع ويا غرن في فرعون وغرنيق لبقاء الاسم المتمكن على ثلاثة أحرف.
كما منع الفراء ترخيم المركب من العدد إذا سمي به.
باب حذف الفعل قال الفراء في قوله تعالى: انتهوا خيرا لكم: الكلام جملة واحدة وخيرا نعت لمصدر محذوف أي انتهاء خيرا. وفي قوله تعالى والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم أي واعتقدوا الايمان من قبل هجرتهم.
مفسر ضمير الشأن أجاز الفراء أن يفس ضمير الشأن مفرد مؤول بالجملة نحو كان قائما زيد وكان قائما الزيدان أو الزيدون على أن قائما في جميعها خبر عن ذلك الضمير وما بعده مرتفع به. وأجاز أيضا نحو ظننته قائما زيدا أو الزيدان أو الزيدون وكذا ليس بقائم أخواك وما هو بذاهب الزيدان.
باب ظن وأخواتها جواز الفراء قيام الضمير واسم الإشارة مقام مفعولي ظن ودلل على ذلك بأنك تقول لمن قال أظن زيدا قائما أنا أيضا أظنه أو أظن هذا وكذا باقي أفعال القلوب.
باب النعت إذا تعددت النعوت مع تفريق المنعوت فان اختلف العمل واختلفت نسبة العامل إليهما نحو ضرب زيد عمرا الظريفين فاتباع الأخير عند الفراء.
كما يرى بأنه قد يعامل الوصف الرافع ضمير المنعوت معاملة رافع السببي إذا كان معناه له فيقال: مررت برجل حسنة العين كما يقال حسنت عينه.
باب التوكيد زعم الفراء أن أجمعين تفيد اتحاد الوقت. كما أجاز حذف الضمير استغناء بنية الإضافة كما في قوله تعالى: خلق لكم ما في الأرض جميعا وقراءة بعضهم انا كلا فيها على أن المعنى: جميعه وكلنا. كما أجاز الفصل بين المؤكد والمؤكد بإما فأجاز مررت بالقوم اما أجمعين واما بعضهم.
باب عطف البيان جوز الفراء إضافة الوصف المفرد المقترن بال إلى العلم وبهذا أعرب كلمة بشر في قول الشاعر:.
انا ابن التارك البكري بشر * عليه الطير ترقبه وقوعا بدلا من البكري وليس عطف بيان كما عند جمهور العلماء.
باب عطف النسق منع الفراء إفادة الفاء للترتيب منعا مطلقا. كما زعم أن الواو تفيد الترتيب والتعبير بمطلق الجمع مساو التعبير بالجمع المطلق من حيث المعنى ولا التفات لمن غاير بينهما بالاطلاق والتقييد. كما قال في معنى أو في الآية الكريمة وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون أنها بمعنى بل يزيدون.
كما أنه يقيس حذف أما إذا عطفت على كلام سابق تقدمته في الأصل أما ثم حذفت لأن في ذكر الثانية المسبوقة بواو العطف ايماء إليها وإشارة لها فيجيز زيد يقوم وأما يقعد كما يجيز أو يقعد فهو يقول بالنص ولا تدخل أو على أما، ولا أما على أو، وربما فعلت العرب ذلك لتآخيهما في المعنى على التوهم فيقولون: عبد الله أما جالس أو ناهض، ويقولون: عبد الله يقوم وأما يقعد، وفي قراءة أبي: وانا وإياكم لاما على هدى أو في ضلال مبين فوضع أم في موضع اما. وقال الشاعر:.
فقيل لهن امشين اما نلاقه * كما قال أو نشف النفوس فنعذرا وقال آخر:.
تلم بدار قد تقادم عهدها * واما بأموات ألم خيالها فوضع أما في موضع أو على التوهم وذلك إذا طالت الكلمة بعض الطول أو فرقت بينهما بشئ هنالك انتهى كلام الفراء في اما.
وأجاز الفراء كذلك العطف ب لا على اسم لعل كما يعطف بها على اسم ان نحو لعل زيدا لا عمرا قائم.
الضمير مذهب الفراء ان المجيء بالنون مع ليت ليس بلازم، وتركه ليس ضرورة ولا شاذا فيجوز أن تقول: ليتي في سعة الكلام كما تقول: ليتني وان كان ذكر النون أكثر من تركها.
اسم الإشارة حكى ابن منظور عن الفراء دخول ها التنبيه على اسم الإشارة المختص بالبعيد نحو هناك أو هنالك والقريب نحو هنا، فيجوز أن يقال: ههنا بهاء التنبيه مع تشديد النون أما هاء هنا فالفراء يرويها مكسورة ومفتوحة.
الاسم الموصول قال الفراء: العرب قد تذهب ب ذا وهذا إلى معنى الذي فيقولون: من ذا يقول ذاك، في معنى: من الذي يقول، وقال يزيد بن مفرع:
عدس ما لعباد عليك امارة * نجوت وهذا تحملين طليق كأنه قال: والذي تحملين طليق انتهى كلام الفراء.
باب النكرة قال ابن الأنباري في الزاهر ان الفراء وهشاما قالا: نسيج وحده وعيير وحده، وواحده، وواحد أمة، نكرات والدليل على هذا أن العرب تقول:
رب نسيج وحده قد رأيت، ورب واحد أمة قد اجرت.
باب الاشتغال يرى الفراء أن في نحو قولنا زيدا ضربته وزيدا مررت به وزيدا ضربت