الحويزي حاكم الحويزة 1125 - 1128 ه.
وبعد تفرق أهل الجزائر أثر الهجوم الذي مر ذكره نجد السيد علي بن باليل يسكن الدورق القديمة، فهي وطنه الثاني وظل يقطنها حتى توفي.
وظنه السيد شهاب الدين النجفي المرعشي معاصرا لفقيه الشيعة غارس الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة الشيخ يوسف البحراني، ولكنه توفي قبل أن يولد الشيخ يوسف البحراني رحمهما الله. فهو من علماء القرن الحادي عشر لا القرن الثاني عشر.
آثاره العلمية والأدبية له آثار علمية وأدبية كثيرة منها ما لم نعثر عليه في الكتب ومنها ما لم يطبع.
فمن آثاره الخطية الموجودة نذكر بعضها:
1 - كتاب المستطاب. قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني في ج 21 صفحة 10 تحت رقم 3691 من موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة كما يلي:
المستطاب أو شرح كتاب سيبويه الملقب بالكتاب المستطاب في علم النحو مبسوطا للسيد علي بن باليل الحسيني الجزائري المتوفى حدود نيف ومائة بعد الألف للهجرة فرع منه قبل سنة 1095 ه والنسخة موجودة في خزانة كتب السيد الحسن الصدر بخط عبد الرضا بن أحمد الجزائري إلى آخر ما ذكره المحقق الطهراني.
2 - نبذة بنود. تحتوي هذه المنظومة على مائة وثلاثة وخمسين بندا (1)، وتوجد لدي عدة نسخ خطية منها، كما طبعت برمتها في كشكول الشيخ يوسف البحراني المتوفى 1186 ه.
3 - قصيدة في الحكم اسمها القلادة:
ذكر المحقق آقا بزرگ الطهراني في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة في جزء 17 صفحة 160 تحت رقم 842 ما يلي:
القلادة قصيدة في الحكم للسيد علي بن باليل الحسيني الجزائري الدورقي مطلعها:
ردي علي رقادى أيها الرود * علي أراك به والبين مفقود شرحها معاصره الشيخ فتح الله (2) بن علوان الكعبي الدورقي القباني فسمى شرحها الإجادة في شرح القلادة سلك فيه مسلك الصفدي في شرح لامية العجم للطغرائي.
4 قلائد الغيد:
وقد أشار إليه السيد محمد الجزائري في كتابه نابغة فقه وحديث الذي مر ذكره، ولعله أول من عرف قراء كتابه المذكور عن قلائد الغيد للسيد علي بن باليل، لأنه ما كان أحد من أعقاب الناظم يعلم شيئا عن هذه القصائد، وحتى الشيخ آقا بزرگ الطهراني الذي بذل جهدا كبيرا في سبيل التعرف على مؤلفات الشيعة وآثارهم، فاته أن يذكر شيئا عن هذه القلائد في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة بينما أشار إلى القصيدة الموسومة بالقلادة التي مر ذكرها، وكنت منهمكا في التفتيش عن آثار علمائنا السلف، وخاصة آثار أولئك الذين يمتون إلينا بصلة في النسب، فكاتبت أكثر خزائن الكتب الحديثة والقديمة مستفسرا عن تآليف السيد علي بن باليل فلم أعثر لها على أثر، وبعد أن حصل لي الياس في شان العثور عليها اتفق لي أن زرت السيد محمد الجزائري في جمادى الثانية عام 1392 في بيته في الأهواز وسألته عما إذا كان قد عثر على قصيدة القلادة للسيد بن باليل، فعبر عن أسفه لعدم عثوره عليها. لكنه أخبرني أنه يحتفظ بكتاب من آثار السيد بن باليل اسمه قلائد الغيد وما إن سمعت منه هذا حتى كدت أطير فرحا لشدة اشتياقي إلى مطالعته وتصفحه، فحمدت الله وشكرته على أني كنت أبحث عن قلادة واحدة، فمنحني الله سبع قلائد.
نموذج من قلائد الغيد إلى متى أنت باللذات في شغل * أما سمعت بفعل الدهر بالأول أين النجاء من الأرزاء فاغرة * والموت يفتر عن أنيابها العصل ما بال سعيك للدنيا على عجل * ملأ الفروج وللأخرى على مهل قم سابق الموت واعكس ما منيت به * وانهض إلى عمل الأخرى على عجل ما أعجل النائم المضحى انتباهته * والدهر عجلان قد يدعو على عجل وما تصاحى نزيف الجهل من سفه * وما تناهض رب العجز من كسل وما أفاق بنو الأيام يوم علا * رأس الحسين على الخطية الذبل وسار ذو الثفنات الحبر يتبعه * مكبلا عمتاه من على البزل ما كر أشام من يوم تخوض به * بنات أحمد منه في دم هطل أضحت عيالا عيال السبط بارزة * على عيال يزيد في ذرى الكلل وما رحلن بأمر من يزيد إلى * نادي يزيد على قتب ولا رحل ما كان أقوى أعالي الدهر حين سطى * بالطاهرين ولم يرجع على فشل وكيف ينسى صريع الطف منجدلا * تعلو عليه عواتي الخيل والذلل أو كيف يسلي شريف النعل منعفرا * بين الخميين شلوا غير منتعل وتسعة من علي حوله ذبحوا * وخمسة من عقيل ذبحة الإبل وا ضيعة الدين والدنيا بما صنعت * بنو أمية بابني خيرة الرسل