محمد بن علي بن ياسر عن ابن الحصين وإجازته عن ابن الحصين، وفضائل الخلفاء الراشدين للحافظ علي بن شجاع المصقلي بروايته عن عبد الكريم بن سهلويه، إجازة عن القاضي أبي معمر الوزان عن المصقلي.
وبطرق أخر الأربعين المخرجة من مسموعات الرئيس أبي عبد الله الثقفي (1) المتوفى سنة 489. بروايته عن محمد بن الهيثم، وأبي المظفر الصيدلاني، وأبي عمرو الخليلي البصير بروايتهم عن الرئيس.
وجزء محمد بن سليمان المصيصي لوين بروايته عن عبد المنعم بن سعدويه وأبي الوفاء المميز، وبنيمان بن الحسن بن ميلة، وأم الشمس مباركة بنت أبي الفضل بن ماشاذة، وأم الضياء لامعة بنت الحسن بن أحمد الوراق بروايتهم عن أبي بكر محمد بن أحمد بن ماجة، عن أبي جعفر بن المرزبان عن الحروري عن لوين.
وكان ابن بابويه ينسب إلى التشيع، وقد كان ذلك في آبائه وأصلهم من قم، لكني وجدت الشيخ بعيدا منه... وقد قرأت عليه في شوال سنة 585: أخبركم السيد أبو تراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسني وأبو علي بنيمان بن حيدر بن الحسن الكاتب، وأبو الفتوح أحمد بن عبد الوهاب بن الحسن الصراف قالوا أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الحافظ، ثنا قاضي القضاة الكافي أبو خلف منصور بن أحمد بن القاسم... فذكر حديثا. وسمع منه الحديث بالري أهلها والطارئون عليها، ورأيت الحافظ أبا موسى المديني روى عنه حديثا.
وكانت ولادته سنة أربع وخمسمائة، وتوفي بعد سنة خمس وثمانين وخمسمائة.
ولئن أطلت عند ذكره بعض الإطالة فقد كثر انتفاعي بمكتوباته وتعاليقه، فقضيت بعض حقه بإشاعة ذكره وأحواله رحمه الله تعالى.
رحلاته العلمية والشيخ منتجب الدين وإن وصفه الرافعي بقلة الرحلة إلا أن الذي علمنا به من رحلاته إلى العواصم الدينية والحواضر العلمية وبلدان كانت يومذاك مراكز الثقافة الاسلامية هو عدد لا يستهان به، ولعل الذي خفي علينا أكثر وأكثر، وها نحن نذكر البلاد التي رحل إليها على ما بلغه علمنا حسب الحروف الهجائية:
1 أصبهان.
صرح الرافعي في التدوين في ترجمة المنتجب: أنه سمع الكثير بأصبهان وقزوين، ثم عدد جماعة من شيوخه الأصبهانيين. وصرح هو في كتاب الأربعين في عدة من شيوخه الأصبهانيين أنه سمع منهم بأصبهان.
2 بغداد صرح الرافعي أنه أجيز من علماء بغداد في سنتي 522 و 523، وعدد جماعة كثيرة من شيوخه البغداديين، ولو لم يصرح الرافعي بالتاريخ المتقدم لعلمنا ذلك من وفيات شيوخه، فان بعضهم ممن توفي سنة 523 وبعضهم من المتوفين عام 524 كما يأتي عند عد شيوخه، فكنا نعلم أن رحلته إليهم كانت قبل ذلك التاريخ.
ثم نقرأ في كتابه الفهرست في ترجمة محمد بن إدريس الحلي أنه قال:
شاهدته بحلة.
وحيث نعلم أن ابن إدريس ولد عام 543 دلنا ذلك على اجتماعه به في الحلة، لا بد وأن يكون في عشر الستين بعد الخمسمائة حيث كان بلغ ابن إدريس مبلغ الرجال المرموقين والفقهاء المعروفين.
وعلى ذلك فلا بد أن يكون قد رحل إلى العراق مرتين مرة في عام 522 وأخرى حيث التقى بابن إدريس، أو نقول إنه لم يرحل إلى بغداد سوى هذه الرحلة الأخيرة، وإن إجازة مشائخ بغداد له في عامي 522 و 523 كانت بالمكاتبة وهو خلاف الظاهر.
3 الحلة تقدم أنه اجتمع بالحلة بابن إدريس المولود 543 والمتوفى 598، وكذلك صرح المنتجب في الفهرست في ترجمة الأمير الزاهد ورام بن أبي فراس أنه التقى به في الحلة.
والحلة يومئذ من الحواضر العلمية الكبرى للشيعة ومن مراكز الثقافة لها تزخر باعلام العلماء من فقهاء وأدباء وشعراء، فلا بد أن يكون قد اجتمع بكثير منهم أو أكثرهم وأفاد واستفاد، ولكن لم يسجل لنا التاريخ أكثر مما قدمناه.
وذكر المنتجب في ترجمة سديد الدين الحمصي بعد عد كتبه أنه قرأ عليه أكثر هذه الكتب، ولا ندري أقرأها عليه في الحلة، أم في الري، أم في كليهما، فان الحمصي كان في البلدين جميعا.
وليس من شك في أن منتجب الدين قد ذهب في النوبتين إلى الكوفة واجتمع باعلامها ومحدثيها، وهي يومئذ مدرسة حديث وفقه للشيعة إمامية وزيدية، وكانت الكوفة يومئذ يقصدها الرحالون في طلب العلم لسماع الحديث حتى من غير الشيعة كالحافظ بن عساكر وأبي سعد السمعاني والحافظ أبي طاهر السلفي، فكان من رحل إلى العراق من البلدان النائية في طلب الحديث يقصد الكوفة ويقرأ على مشائخها.
وقد ظلت الكوفة من البلدان المقصودة بالرحلة في طلب الحديث، فهذا الحافظ الصوري قصد الكوفة وسمع بها من أربعمائة شيخ. وهذا أبو سعد السمعاني قد دخل الكوفة ثلاث مرات، وسمع بها الحديث، وقرأ على مشائخها، وزار مشهد أمير المؤمنين ع في النجف الأشرف وسمع الحديث بها (2).
فمما لا شك فيه أن منتجب الدين دخل الكوفة واجتمع باعلامها وأفاد واستفاد، كما أنه مما لا شك فيه أنه قصد النجف الأشرف وكربلاء، وزار المشهدين الشريفين مشهد أمير المؤمنين وابنه الحسين سيد الشهداء ع.