وخمسمائة، في أمم لا يحصى عديدهم، وكانت مجالس ينبغي أن تؤرخ.
وكتب قارئوها بالمسجد الجامع: علي بن محمد بن الشرفية.
وربما خلطه بعضهم بسميه وبلديه ابن المغازلي، مؤلف كتاب مناقب أمير المؤمنين ع، المتوفى سنة 483، فإنه أيضا أبو الحسن علي بن محمد، ومن أهل واسط فاشتبه الأمر على بعضهم، ففي رياض العلماء 4 209: علي بن محمد بن شاكر المؤدب، من أهل واسط، من أصحابنا، وله كتاب في الأخبار في فضائل أهل البيت ع، وتاريخ تأليفه سنة سبع وخمسين وأربعمائة... فلاحظ فإنه من بعض الاشتباهات.
وفي تأسيس الشيعة ص 420: الشيخ الرباني علي بن محمد بن شاكر المؤدب الليثي الواسطي، صاحب كتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ، كان فراغه من تأليف الكتاب سنة 457.
وهو من أصحابنا بنص صاحب الرياض، وله كتاب في فضائل أهل البيت ع...
بقي هنا شئ: وهو أن الشرفية فيما وجدناه على الأكثر بالفاء، ولكن بالقاف اسم محلة في واسط، وهو واسطي، فلعل الصحيح ابن الشرقية بالقاف، ولكن أكثر ما وجدناه بالفاء، وأكثر ما وجدناه الشرفية بدون ابن.
وأما كتابه عيون الحكم والمواعظ فهو أوسع وأجمع كتاب لحكم أمير المؤمنين ع، يشتمل على 13628 كلمة، قال المؤلف:
الحمد لله فالق الحبة بارئ النسم... أما بعد، فان الذي حداني على جمع فوائد هذا الكتاب، من حكم أمير المؤمنين أبي تراب، ما بلغني من افتخار أبي عثمان الجاحظ، حين جمع المائة حكمة الشاردة عن الأسماع الجامعة، أنواع الانتفاع...، فكثر تعجبي منه... كيف رضي لنفسه أن يقنع من البحر بالوشل...، فألزمت نفسي أن أجمع قليلا من حكمه...، وسميته بكتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ، اقتضبته من كتب متبددة... مثل كتاب نهج البلاغة جمع الرضي... وما كان جمعه أبو عثمان الجاحظ، ومن كتاب دستور الحكم...، ومن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم جمع القاضي أبي الفتح...، ومن كتاب مناقب الخطيب الموفق بن أحمد...، ومن كتاب منثور الحكم، ومن كتاب الفرائد والقلائد تأليف القاضي أبي يوسف يعقوب بن سليمان الأسفرائيني، ومن كتاب الخصال...، وقد وضعته ثلاثين بابا، واحد وتسعين فصلا، ثلاثة عشر ألفا وستمائة وثمانية وعشرين حكمة، منها على حروف المعجم تسعة وعشرون بابا، والباب الثلاثون أوردت فيه مختصرات من التوحيد، والوصايا...
أقول: وكل مخطوطات الكتاب فاقدة للباب الثلاثين، حتى المخطوطات التي رآها صاحب رياض العلماء في القرن الحادي عشر كانت ناقصة، قال في ترجمته في الرياض 4 253: واعلم أن كتابه هذا مشتمل على ثلاثين بابا، ولكن الموجود في النسخ التي رأيناها تسعة وعشرون بابا، على ترتيب حروف التهجي، وقد سقط من آخره الباب الثلاثون...
أقول: وهذا الكتاب من مصادر العلامة المجلسي رحمه الله في موسوعته الحديثية القيمة بحار الأنوار وإن سماه بادئ الأمر بالعيون والمحاسن، فقد ذكر عند عد المصادر في ج 1 ص 16 قائلا: وكتاب العيون والمحاسن للشيخ علي بن محمد الواسطي.
وقال عنه في ج 1 ص 34: وعندنا منه نسخة مصححة قديمة، ثم وقع على اسمه الصحيح، فقال في ج 73 ص 108: من كتاب عيون الحكم والمواعظ لعلي بن محمد الواسطي كتبناه من أصل قديم.
وذكره رحمه الله أيضا في ج 78 ص 36 في باب ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى ذريته فعدد جملة ممن دونوا كلامه ع، وبدأ بالجاحظ، إلى أن قال: وكذا الشيخ علي بن محمد الليثي الواسطي في كتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ، الذي قد سميناه بكتاب العيون والمحاسن.
ويبدو أنه رحمه الله عثر على نسخة قديمة تامة تحوي الباب الثلاثين، الذي هو في الخطب والوصايا، حيث أورد الخطبة الأولى من نهج البلاغة عن النهج، وعن هذا الكتاب، فقال في ج 77 ص 300: نهج البلاغة، ومن كتاب عيون الحكمة والمواعظ لعلي بن محمد الواسطي، من خطبه صلوات الله عليه: الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون...
وللكتاب تلخيص لأحمد بن محمد بن خلف سماه: المحكم المنتخب من عيون الحكم، أوله: الحمد لله الملك القادر، العزيز الفاطر.
توجد نسخة منه في مكتبة جامعة القرويين في فاس، كتبت سنة 1152 كما في فهرسها ج 2 ص 405.
وراجع عن كتاب عيون الحكم فهرست مكتبة سبهسالار 1 283 و 2 74 و 76 و 146 و 5 345، والذريعة 15 379، وكشف الحجب، وفهرست المكتبة المركزية لجامعة طهران للمنزوي 2 158، وقد ذكر فيه ص 160 (1). أن مخطوطة جامعة طهران مكتوبة سنة 1279، عن نسخة كتبت سنة 867، عن نسخة كتبت سنة 709، عن نسخة كتبت سنة 614، وقد جاء في مقدمة عيون الحكم النقل عن ابن الجوزي، فيظهر أن تأليفه كان بين التاريخين 614 597، أي بين تاريخي وفاة ابن الجوزي، وتاريخ تلك النسخة.
أقول: وقد أوردت نص المقدمة ليعلم أنه ليس فيه عن ابن الجوزي أثر!
نعم ذكر المؤلف من جملة مصادره كتاب منثور الحكم، ولم يذكر مؤلفه فتخيل أنه لابن الجوزي، وليس له. فقد ذكر حاجي خليفة كتاب منثور الحكم، في كشف الظنون 1858، ولم يذكر مؤلفه، ولم يسمه، بل قال: مختصر على ثمانية أبواب في الكلمات الحكمية... فاورد فهرس أبوابه.
وذكر قبله بفاصل كتاب آخر، كتاب ابن الجوزي باسم المنثور فقال:
المنثور لأبي الفرج بن الجوزي، مختصر أوله...
وذكر في هدية العارفين، وكتاب مؤلفات ابن الجوزي ص 185، أيضا باسم المنثور، وفيه: إن منه نسخة مخطوطة في جامع الفاتح، برقم 5295.