بيت الخلافة بغير التأمير ولكنه بلغني أنك تميل بالرأي وتصغى بالهوى إلى الناكث المخلوع وإن كان كذلك فكثير ما كتبت به إليك وإن كان غير ذلك فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته وكتب في أسفل الكتاب هذه الأبيات ركوبك الامر ما لم تبل فرصته * جهل ورأيك بالتغرير تغرير أقبح بدنيا ينال المخطئون بها * حظ المصيبين والمغرور مغرور (وفى هذه السنة) وثب الجند بعد مقتل محمد بطاهر فهرب منهم وتغيب أياما حتى أصلح أمرهم * ذكر الخبر عن سبب وثوبهم به وإلى ما آل أمره وأمرهم * ذكر عن سعيد بن حميد أنه ذكر أن أباه حدثه أن أصحاب طاهر بعد مقتل محمد بخمسة أيام وثبوا به ولم يكن في يديه مال فضاق به أمره وظن أن ذلك عن مواطأة من أهل الأرباض إياهم وأنهم معهم عليه ولم يكن تحرك في ذلك من أهل الأرباض أحد فاشتدت شوكة أصحابه وخشي على نفسه فهرب من البستان وانتهبوا بعض متاعه ومضى إلى عاقرقوف وكان قد أمر بحفظ أبواب المدينة وباب القصر على أم جعفر وموسى وعبد الله ابني محمد ثم أمر بتحويل زبيدة وموسى وعبد الله ابني محمد معها من قصر أبى جعفر إلى قصر الخلد فحولوا ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول ثم مضى بهم من ليلتهم في حراقة إلى همينيا على الغربي من الزاب الاعلى ثم أمر بحمل موسى وعبد الله إلى عمهما بخراسان على طريق الأهواز وفارس قال ولما وثب الجند بطاهر وطلبوا الأرزاق أحرقوا باب الأنبار الذي على الخندق وباب البستان وشهروا السلاح وكانوا كذلك يومهم ومن الغد ونادوا موسى يا منصور وصوب الناس إخراج طاهر موسى وعبد الله وقد كان طاهر انحاز ومن معه من القواد وتعبأ لقتالهم ومحاربتهم فلما بلغ ذلك القواد والوجوه صاروا إليه واعتذروا وأحالوا على السفهاء والاحداث وسألوه الصفح عنهم وقبول عذرهم والرضى عنهم وضمنوا له ألا يعود والمكروه له ما أقام معهم فقال لهم طاهر والله ما خرجت عنكم إلا لوضع
(٩١)