ومتاع ثم ألحوا بالغدو والرواح على من وجدوا يسوقونهم إلى يحيى بن محمد وهو يومئذ نازل بسيحان فمن كان ذا مال قرره حتى يستخرج ماله ويقتله ومن كان مملقا قتله وذكر عن شبل أنه قال باكر يحيى البصرة يوم الثلاثاء بعد قتل من قتل بباب إبراهيم بن يحيى فجعل ينادى بالأمان في الناس ليظهروا فلم يظهر له أحد وانتهى الخبر إلى الخبيث فصرف علي بن أبان عن البصرة وأفرد يحيى بها لموافقة ما كان أتى يحيى من القتل إياه ووقوعه لمحبته وأنه استقصر ما كان من علي بن أبان المهلبي من الامساك عن العيث بناحية بنى سعد وقد كان علي بن أبان أوفد إلى الخبيث من بنى سعد وفدا فصاروا إليه فلم يجدوا عنده خيرا فخرجوا إلى عبادان وأقام يحيى بالبصرة فكتب إليه الخبيث يأمره بإظهار استخلاف شبل على البصرة ليسكن الناس ويظهر المستخفى ومن قد عرف بكثرة المال فإذا ظهروا أخذوا بالدلالة على ما دفنوا وأخفوا من أموالهم ففعل ذلك يحيى فكان لا يخلو في يوم من الأيام من جماعة يؤتى بهم فمن عرف منهم باليسار استنظف ما عنده وقتله ومن ظهرت له خلته عاجله بالقتل حتى لم يدع أحدا ظهر له إلا أتى عليه وهرب الناس على وجوههم وصرف الخبيث جيشه عن البصرة * قال محمد بن الحسن ولما أخرب الخائن البصرة وانتهى إليه عظيم ما فعل أصحابه فيها سمعته يقول دعوت على أهل البصرة في غداة اليوم الذي دخلها أصحابي واجتهدت في الدعاء وسجدت وجعلت أدعو في سجودي فرفعت إلى البصرة فرأيتها ورأيت أصحابي يقاتلون فيها ورأيت بين السماء والأرض رجلا واقفا في الهواء في صورة جعفر المعلوف المتولي كان للاستخراج في ديوان الخراج بسامرا وهو قائم قد خفض يده اليسرى ورفع يده اليمنى يريد قلب البصرة بأهلها فعلمت أن الملائكة تولت اخرابها دون أصحابي ولو كان أصحابي تولوا ذلك لما بلغوا هذا الامر العظيم الذي يحكى عنها وأن الملائكة لتنصرني وتؤيدني في حربي وتثبت من ضعف قلبه من أصحابي * قال محمد بن الحسن وانتسب الخبيث إلى يحيى بن زيد بن علي بعد إخرابه البصرة وذلك لمصير جماعة من العلوية الذين كانوا بالبصرة إليه وأنه كان فيمن أتاه منهم علي بن أحمد بن عيسى بن زيد وعبد الله بن علي في جماعة من نسائهم وحرمهم فلما
(٦٠٧)