فقال لي هذا زهير الخول فما استبقاؤك أباه فأمر به فضربت عنقه وأقام صاحب الزنج يومه وليلته فلما أصبح وجه طليعة إلى شاطئ دجلة فأتاه طليعته فأ؟ أن بدجلة شذاتين لاصقتين بالجزيرة والجزيرة يومئذ على فوهة القندل فرد الطليعة بعد العصر إلى دجلة ليعرف الخبر فلما كان وقت المغرب أتاه المعروف بأبي العباس خال ابنه الأكبر ومعه رجل من الجند يقال له عمران وهو زوج أم أبى العباس هذا فصف لهما أصحابه ودعا بهما فأدى إليه عمران رسالة ابن أبي عون وسأله أن يعبر بيانا ليفارق عمله وأعلمه أنه قد نحى الشذا عن طريقه فأمر بأخذ السفن التي تخترق بيانا من جبى فصار أصحابه إلى الحجر فوجدوا في سلبان مائتي سفينة فيها أعدال دقيق فأخذت ووجد فيها أكسية وبركانات وفيها عشرة من الزنج وأمر الناس بركوب السفن فلما جاء المد وذلك في وقت المغرب عبر وعبر أصحابه حيال فوهة القندل واشتدت الريح فانقطع عنه من أصحابه المكنى بأبي دلف وكانت معه السفن التي فيها الدقيق فلما أصبح وافاه أبو دلف فأخبره أن الريح حملتك إلى حسك عمران وأن أهل القرية هموا به وبما كان معه فدافعهم عن ذلك وأتاه من السودان خمسون؟ فسار عند موافاة السفن والسودان إياه حتى دخل القندل فصار إلى قرية للمعلى بن أيوب فنزلها وانبث أصحابه إلى دبا فوجدوا هناك ثلثمائة رجل من الزنج فأتوه بهم ووجدوا وكيلا للمعلى بن أيوب فطالبه بمال فقال أعبر إلى برسان فأتيك بالمال فأطلقه فذهب ولم يعد إليه فلما أبطأ عليه أمر بانتهاب القرية فانتهبت قال ريحان فيما ذكر عنه فلقد رأيت صاحب الزنج يومئذ ينتهب معنا ولقد وقعت يدي ويده على جبة صوف مضربة فصار بعضها في يده وبعضها في يدي وجعل يجاذبني عليها حتى تركتها له ثم سار حتى صار إلى مسلحة الز؟ على شاطئ القندل في غربي النهر فثبت له القوم الذين كانوا في المسلحة وهم يرون أنهم يطيقونه فعجزوا عنه فقتلوا أجمعين وكانوا زهاء مائتين وبات ليلته في القصر ثم غدا في وقت المد قاصدا إلى سبخة القندل واكتنف أصحابه حافتي النهر حتى وافوا منذران فدخل أصحابه القرية فانتهبوها ووجدوا فيها جمعا من الزنج فأتوه بهم ففرقهم
(٥٥٩)