على قواده ثم صار إلى مؤخر القندل فأدخل السفن النهر المعروف بالحسنى النافذ إلى النهر المعروف بالصالحي وهو نهر يؤدى إلى دبا فأقام بسبخة هناك * فذكر عن بعض أصحابه أنه قال ههنا قود القواد وأنكر أن يكون قود قبل ذلك وتفرق أصحابه في الأنهار حتى صاروا إلى مربعة دبا فوجدوا رجلا من التمارين من أهل كلاء البصرة يقال له محمد بن جعفر المريدي فأتوه به فسلم عليه وعرفه وسأله عن البلالية فقال إنما أتيتك برسالتهم فلقيني السودان فأتوك بي وهم يسألونك شروطا إذا أعطيتهم إياها سمعوا لك وأطاعوا فأعطاه ما سأل لهم وضمن القيام له بأمرهم حتى يصيروا في حيزه ثم خلى سبيله ووجه معه من صيره إلى الفياض ورجع عنه فأقام أربعة أيام ينتظره فلم يأته فسار في اليوم الخامس وقد سرح السفن التي كانت معه في النهر وأخذ هو على الظهر فيما بين نهر يقال له الداوردانى والنهر المعروف بالحسنى والنهر المعروف بالصالحي فلم يتعد حتى رأى خيلا مقبلة من نحو نهر الأمير زهاء ستمائة فارس فأسرع أصحابه إلى النهر الداوردانى وكان الخيل في غربيه فكلموهم طويلا وإذا هم قوم من الاعراب فيهم عنترة بن حجنا وثمال فوجه إليهم محمد بن سلم فكلم ثمالا وعنترة وسأل عن صاحب الزنج فقال هاهو ذا فقال نريد كلامه فأتاه فأخبره بقولهما وقال له كلمتهما فزجره وقال إن هذا مكيدة وأمر السودان بقتلهم فعبروا النهر فعدلت الخيل عن السودان ورفعوا علما أسود وظهر سليمان أخو الزينبي وكان معهم ورجع أصحاب صاحب الزنج وانصرف القوم فقال لمحمد بن سلم ألم أعلمك أنهم إنما أرادوا كيدنا وسار حتى صار إلى دبا وانبث أصحابه في النخل فجاؤوا بالغنم والبقر فجعلوا يذبحون ويأكلون وأقام ليلته هناك فلما أصبح سار حتى دخل الارخنج المعروف بالمطهري وهو أرخنج ينفذ إلى نهر الأمير المقابل للفياض من جانبيه فوجدوا هناك شهاب بن العلاء العنبري ومعه قوم من الخول فأوقعوا به وأفلت شهاب في نفير ممن كان معه وقتل من أصحابه جماعة ولحق شهاب بالمنصب من الفياض ووجد أصحاب صاحب الزنج ستمائة غلام من غلمان الشورجيين هناك فأخذوهم وقتلوا وكلاءهم
(٥٦٠)