أن عقيلا حملهما على اتباعه قهرا وحبس نساءهما حتى اتبعاه وفعل ذلك بجميع من تبعه من الملاحين فسألهما عن سبب مجئ الدبيلا فقال أن عقيلا وعدهم مالا فتبعوه فسألهما عن السفن الواقعة بأقشى فقالا هذه سفن رميس وقد تركها وهرب في أول النهار فرجع حتى إذا حاذاها أمر السودان فعبروا فأتوه بها فأنهبهم ما كان فيها وأمر بها فأحرقت ثم صار إلى القرية المعروفة بالمهلبية واسمها تنغت فنزل قريبا منها وأمر بانتهابها واحراقها فانتهبت وأحرقت وسار على نهر الماديان فوجد فيها تمورا فأمر باحراقها وكان لصاحب الزنج بعد ذلك أمور من عيثه هو وأصحابه في تلك الناحية تركنا ذكرها إذ لم تكن عظيمة وإن كان كل أموره كانت عظيمة ثم كان من عظيم ما كان له من الوقائع مع أصحاب السلطان وقعة كانت مع رجل من الأتراك يكنى أبا هلال في سوق الريان ذكر عن قائد من قواده يقال له ريحان أن هذا التركي وافاهم في هذا السوق ومعه زهاء أربعة آلاف رجل أو يزيدون وفى مقدمته قوم عليهم ثياب مشهرة وأعلام وطبول وأن السودان حملوا عليه حملة صادقة وأن بعض السودان ألقى صاحب علم القوم فضربه بخشبتين كانتا معه في يده فصرعه وانهزم القوم وتلاحق السودان فقتلوا من أصحاب أبي هلال زهاء ألف وخمسمائة وأن بعضهم اتبع أبا هلال ففاته بنفسه على دابة عرى وحال بينهم وبين من أفلت ظلمة الليل وأنه لما أصبح أمر بتتبعهم ففعلوا ذلك فجاؤوا بأسرى ورؤوس فقتل الاسرى كلهم ثم وكانت له وقعة أخرى بعد هذه الوقعة مع أصحاب السلطان هزمهم فيها وظفر بهم وكان مبتدأ الامر في ذلك فيما ذكر عن قائد لصاحب الزنج من السودان يقال له ريحان أنه قال لما كان في بعض الليل من ليالي هذه السنة التي ذكرنا أنه ظهر فيها سمع نباح كلب في أبواب تعرف بعمر بن مسعدة فأمر بتعرف الموضع الذي يأتي منه النباح فوجه لذلك رجل من أصحابه ثم رجع فأخبره أنه لم ير شيئا وعاد النباح قال ريحان فدعاني فقال لي صر إلى موضع هذا الكلب النابح فإنه انما نبح شخصا يراه فصرت فإذا أنا بالكلب على المسناة ولم أر شيئا فأشرفت فإذا أنا برجل قاعد في درجات هنالك فكلمته فلما سمعني أفصح
(٥٥٥)