معه شيئا من المال ولم يحمل معه سلاحا ولا سكينا ولا عمودا ولا يعلم أهل عسكره بذلك من أمره والمعتز في غيبة بغا لا ينام إلا في ثيابه وعليه السلاح ولا يشرب نبيذا وجميع جواريه على رجل فصار بغا إلى الجسر في الثلث الأول من الليل فلما قارب الزورق الجسر بعث الموكلون به من ينظر من في الزورق فصاح بالغلام فرجع إليهم وخرج بغا في البستان الخاقاني فلحقه عدة منهم فوقف لهم وقال أنا بغا ولحقه وليد المغربي فقال له مالك جعلت فداك فقال إما أن تذهب بي إلى منزل صالح بن وصيف واما أن تصيروا معي إلى منزلي حتى أحسن إليكم فوكل به وليد المغربي ومر يركض إلى الجوسق فاستأذن على المعتز فأذن له فقال يا سيدي هذا بغا قد أخذته ووكلت به قال ويلك جئني برأسه فرجع وليد فقال للموكلين به تنحوا عنه حتى أبلغه الرسالة فتنحوا عنه فضربه ضربة على جبهته ورأسه ثم تناهى على يديه فقطعهما ثم ضربه حتى صرعه وذبحه وحمل رأسه في بركة قبائه وأتى به المعتز فوهب له عشرة آلاف دينار وخلع عليه خلعة ونصب رأسه بسامرا ثم ببغداد ووثبت المغاربة على جثته فأحرقوه بالنار وبعث المعتز من ساعته إلى أحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد وأبى نوح فأحضرهم وأخبرهم وتتبع عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بنيه ببغداد وكانوا صاروا إليها هرابا مع قوم يثقون بهم فاستتروا عندهم * فذكر أنه حبس في قصر الذهب من ولده وأصحابه خمسة عشر إنسانا وفى المطبق عشرة وقيل إن بغا لما انحدر إلى سامرا ليلة أخذ شاور أصحابه في الانحدار إليها مكتتما فيصير إلى منزل صالح بن وصيف وإذا قرب العيد دخل أهل العسكر وخرج هو وصالح بن وصيف وأصحابه فوثبوا بالمغاربة فوثبوا بالمعتز (وفيها) عقد صالح بن وصيف لديوداد على ديار مضر وقنسرين والعواصم في ربيع الأول منها (وفيها) عقد بايكباك لأحمد بن طولون على مصر (وفيها) أوقع مفلح وباجور بأهل قم فقتلا منهم مقتلة عظيمة وذلك في شهر ربيع الأول منها (وفيها) مات علي بن محمد بن علي بن موسى الرضى يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة وصلى عليه أبو أحمد بن المتوكل في الشارع المنسوب إلى أبى أحمد ودفن في داره (وفيها) في جمادى الآخرة وافى الأهواز
(٥١٩)