إبراهيم محتجما فلم يزل يصفع حتى جرت الدماء من محاجمه ثم لم يتركوا حتى أخذت رقاعهم بمال جليل قسط عليهم وتوجه قوم من الأتراك إلى إسكاف ليأتوا بجعفر بن محمود فقال المعتز أما جعفر فلا أرب لي فيه ولا يعمل لي فمضوا فبعث المعتز إلى أبى صالح عبد الله بن محمد بن يزداد المروزي فحمل ليصيره وزيرا وبعث إلى إسحاق بن منصور فأشخص وبعثت قبيحة إلى صالح بن وصيف في ابن إسرائيل إما حملته إلى المعتز وإما ركبت إليك فيه (وقد ذكر) أن السبب في ذلك كان أن الأتراك طلبوا أرزاقهم وأنهم جعلوا ذلك سببا لما كان من أمرهم وأن الرسل لم تزل تختلف بينهم وبين هؤلاء الكتاب إلى أن قال أبو نوح لصالح بن وصيف هذا تدبيرك على الخليفة فغشى على صالح حينئذ مما داخله من الحرد والغيظ حتى رشوا على وجهه الماء فلما أفاق جرى بين يدي المعتز كلام كثير ثم خرجوا إلى الصلاة وخلا صالح بالمعتز ثم دعى بالقوم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى أخرجوا إلى قبة في الصحن ثم دعى بأبي نوح وابن مخلد فأخذت سيوفهما وقلانسهما ومزقت ثيابهما ولحقهما ابن إسرائيل فألقى نفسه عليهما فثلث به ثم أخرجوا إلى الدهليز وحملوا على الدواب والبغال وارتدف خلف كل واحد منهم تركي وبعث بهم إلى دار صالح على طريق الحير وانصرف صالح بعد ساعة وتفرق الأتراك فانصرفوا فلما كان بعد ذلك بأيام جعل في رجل كل واحد منهم ثلاثون رطلا وفى عنق كل واحد منهم عشرون رطلا من حديد وطولبوا بالأموال فلم يجب واحد منهم إلى شئ ولم ينقطع أمرهم إلى أن دخل رجب فوجهوا في قبض ضياعهم ودورهم وضياع أسبابهم وأموالهم وسموا الكتاب الخونة فقدم جعفر بن محمود يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة فولى الامر والنهى (ولليلتين) خلتا من رجب ظهر بالكوفة عيسى بن جعفر وعلي بن زيد الحسنيان فقتلا بها عبد الله بن محمد ابن داود بن عيسى (ولثلاث) بقين من رجب منها خلع المعتز * ولليلتين خلتا من شعبان أظهر موته وكان سبب خلعه فيما ذكر أن الكتاب الذي ذكرنا أمرهم لما فعل بهم الأتراك ما فعلوا ولم يقروا لهم بشئ صاروا إلى المعتز يطلبون أرزاقهم
(٥٢٥)